كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)

§مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطِّيبُ، الْمُبَارَكُ، سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْوَلَدِ الْقَاسِمُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وُلِدَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ صلّى الله عليه وسلم، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ الطِّيبُ، وَهُوَ الطَّاهِرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ، وَزَيْنَبُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَرُقَيَّةُ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهُمْ كُلُّهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهُ مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ، بَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُقَوْقِسُ صَاحِبُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ أَكْبَرُ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَاسِمُ، ثُمَّ زَيْنَبُ، ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ، ثُمَّ أُمُّ كُلْثُومٍ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ رُقْيَةُ، فَمَاتَ الْقَاسِمُ وَهُوَ أَوَّلُ مَيِّتٍ مِنْ وَلَدِهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، ثُمَّ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ: لَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُ فَهُوَ أَبْتَرُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] ، ثُمَّ §وَلَدَتْ لَهُ مَارِيَةُ بِالْمَدِينَةِ إِبْرَاهِيمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا " قَالُوا: وَبَدَأَ وَجَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ

الصفحة 7