كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §كَانَ مَعَ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي الدَّارِ سَبْعُمِائَةٍ لَوْ يَدَعُهُمْ لَضَرَبُوهُمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى يُخْرِجُوهُمْ مِنْ أَقْطَارِهَا، مِنْهُمُ: ابْنُ عُمَرَ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ قَالَ: " شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَاطَّلَعَ مِنْ كُوٍّ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §لَا تَقْتُلُونِي، وَاسْتَتِيبُونِي، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي , لَا تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَا تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ، وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ. وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَقَالَ: مَا تَرَى؟ فَقَالَ: الْكَفَّ الْكَفَّ؛ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: «كَانَ §الْمِصْرِيُّونَ الَّذِينَ حَصَرُوا عُثْمَانَ سِتَّمِائَةٍ , رَأْسُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ , وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ الْكِنْدِيُّ , وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْكُوفَةِ مِائَتَيْنِ , رَأْسُهُمْ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ , وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْبَصْرَةِ مِائَةُ رَجُلٍ رَأْسُهُمْ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ الْعَبْدِيُّ، وَكَانُوا يَدًا وَاحِدَةً فِي الشَّرِّ، وَكَانَ حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ ضَوَوْا إِلَيْهِمْ، قَدْ مُزِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ , مَفْتُونُونَ , وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ خَذَلُوهُ كَرِهُوا الْفِتْنَةَ، وَظَنُّوا أَنَّ الْأَمْرَ لَا يَبْلُغُ قَتْلَهُ، فَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِي أَمْرِهِ، وَلَعَمْرِي لَوْ قَامُوا أَوْ قَامَ بَعْضُهُمْ فَحَثَا فِي وجُوهِهِمُ التُّرَابَ لَانْصَرَفُوا خَاسِرِينَ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مَوْلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " §مَا زَالَ الْمِصْرِيُّونَ كَافِّينَ عَنْ دَمِهِ وَعَنِ -[72]- الْقِتَالِ حَتَّى قَدِمَتْ أَمْدَادُ الْعِرَاقِ مِنَ الْكُوفَةِ وَمِنَ الْبَصْرَةِ وَمِنَ الشَّامِ، فَلَمَّا جَاؤُوا وَشَجُعَ الْقَوْمُ حِينَ بَلَغَهُمْ أَنَّ الْبُعُوثَ قَدْ فَصَلَتْ مِنَ الْعِرَاقِ مِنْ عِنْدِ ابْنِ عَامِرٍ , وَمِنْ مِصْرَ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالُوا: نُعَاجِلُهُ قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ الْأَمْدَادُ "
الصفحة 71