كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ: ضَرَبَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ جَبِينَهُ وَمُقَدَّمَ رَأْسِهِ بِعَمُودِ حَدِيدٍ فَخَرَّ لِجَنْبِهِ , وَضَرَبَهُ سَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانَ الْمُرَادِيُّ بَعْدَمَا خَرَّ لِجَنْبِهِ فَقَتَلَهُ , وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَوَثَبَ عَلَى عُثْمَانَ فَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ وَبِهِ رَمَقٌ فَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعَنَاتٍ وَقَالَ: أَمَّا ثَلَاثٌ مِنْهُنَّ فَإِنِّي طَعَنْتُهُنَّ لِلَّهِ، وَأَمَّا سِتٌّ فَإِنِّي طَعَنْتُ إِيَّاهُنَّ لِمَا كَانَ فِي صَدْرِي عَلَيْهِ "
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: " §لَمَّا ضَرَبَهُ بِالْمَشَاقِصِ قَالَ عُثْمَانُ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَإِذَا الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى اللِّحْيَةِ يَقْطُرُ، وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاتَّكَأَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ , وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ وَالدَّمُ يَسِيلُ عَلَى الْمُصْحَفِ حَتَّى وَقَفَ الدَّمُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى " {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] وَأَطْبَقَ الْمُصْحَفَ، وَضَرَبُوهُ جَمِيعًا ضَرْبَةً وَاحِدَةً، فَضَرَبُوهُ وَاللَّهِ , بِأَبِي هُوَ، يُحْيِي اللَّيْلَ فِي رَكْعَةٍ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمَلْهُوفَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " §قُتِلَ عُثْمَانُ عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ , وَشَدَّ عَبْدٌ لِعُثْمَانَ أَسْوَدُ عَلَى كِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ فَقَتَلَهُ , وَشَدَّ سَوْدَانُ عَلَى الْعَبْدِ فَقَتَلَهُ , وَدَخَلَتِ الْغَوْغَاءُ دَارَ عُثْمَانَ فَصَاحَ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ: أَيَحِلُّ دَمُ عُثْمَانَ وَلَا يَحِلُّ مَالُهُ؟ فَانْتَهَبُوا مَتَاعَهُ , فَقَامَتْ نَائِلَةُ فَقَالَتْ: لُصُوصٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ، مَا رَكِبْتُمْ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ أَعْظَمُ , أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُمُوهُ صَوَّامًا قَوَّامًا، يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ , ثُمَّ خَرَجَ النَّاسُ مِنْ دَارِ عُثْمَانَ فَأُغْلِقَ بَابُهُ عَلَى ثَلَاثَةٍ قُتِلُوا: عُثْمَانَ , وَعَبْدِ عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ , وَكِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصْبَحَ عُثْمَانُ بْنُ -[75]- عَفَّانَ يَوْمَ قُتِلَ يَقُصُّ رُؤْيَا عَلَى أَصْحَابِهِ رَآهَا، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَارِحَةَ، فَقَالَ لِي: «يَا عُثْمَانُ §أَفْطِرْ عِنْدَنَا» ، قَالَ: فَأَصْبَحَ صَائِمًا، وَقُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، رَحِمَهُ اللَّهُ "
الصفحة 74