كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)
§عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا مِحْصَنٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْغِمْرِ سَرِيَّةً فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعُكَّاشَةُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ بِبُزَاخَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَكَانَ عُكَّاشَةُ مِنْ أَجْمَلِ الرِّجَالِ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَيلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §خَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى النَّاسِ يَعْتَرِضُهُمْ فِي الرِّدَّةِ فَكُلَّمَا سَمِعَ أَذَانًا لِلْوَقْتِ كَفَّ، وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ، فَلَمَّا دَنَا خَالِدٌ مِنْ طُلَيْحَةَ وَأَصْحَابِهِ، بَعَثَ عُكَّاشَةَ بْنَ مُحْصَنٍ، وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ طَلِيعَةً أَمَامَهُ يَأْتِيَانِهِ بِالْخَبَرِ وَكَانَا فَارِسَيْنِ، عُكَّاشَةُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الرَّزَامُ، وَثَابِتٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الْمُحَبَّرُ، فَلَقِيَا طُلَيْحَةُ وَأَخَاهُ سَلَمَةَ بْنَ خُوَيْلِدٍ طَلِيعَةً لِمَنْ وَرَاءَهُمَا مِنَ النَّاسِ، فَانْفَرَدَ طُلَيْحَةُ بِعُكَّاشَةَ، وَسَلَمَةُ بِثَابِتٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ سَلَمَةُ أَنْ قَتَلَ ثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ، فَصَرَخَ طُلَيْحَةُ لِسَلَمَةَ: أَعِنِّي عَلَى الرَّجُلِ فَإِنَّهُ قَاتِلِي، فَكَرَّ سَلَمَةُ عَلَى عُكَّاشَةَ فَقَتَلَاهُ جَمِيعًا ثُمَّ كَرَّا رَاجِعِينَ إِلَى مَنْ وَرَاءَهُمَا مِنَ النَّاسِ فَأَخْبَرَاهُمْ فَسُرَّ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَكَانَ مَعَ طُلَيْحَةَ وَكَانَ قَدْ خَلَفَهُ عَلَى عَسْكَرِهِ، وَقَالَ: هَذَا الظَّفَرُ، وَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ قَتِيلًا تَطَؤُهُ الْمَطِيُّ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَمْ يَسِيرُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى وَطِئُوا عُكَّاشَةَ قَتِيلًا، فَثَقُلَ الْقَوْمُ عَلَى الْمَطِيِّ كَمَا وَصَفَ وَاصِفُهُمْ حَتَّى مَا تَكَادُ
الصفحة 92