كتاب توصيف الأقضية في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 3)

نَصُّ القضية:
عن سماك عن حنش عن علي - رضي الله عنه - قال: "بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فانتهينا إلى قوم قد بنوا زُبْيَةً (¬1) للأسد، فبينما هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل، فتعلق بآخر، ثم تعلق رجل بآخر، حتى صار فيها أربعة، فجرحهم الأسد، فانتدب له رجلٌ بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم فقاموا (¬2) أولياء الأول إلى أولياء الآخر، فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم عليٌّ على تَفِيئَة (¬3) ذلك، فقال: تريدون أن تَقَاتَلوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيٌّ؟ ! إنَّي أقضي بينكم قضاءً إن رضيتم فهو القضاء، وإلَّا حَجَزَ بعضَكم عن بعضٍ حتى تأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل الذين [حضروا] (¬4) البئر ربع الدية، وثلث
¬__________
(¬1) الزبية: الحفرة التي يصاد بها الأسد يُغَطَّى رأسها ليقع فيها [بغية الأماني 16/ 58، نيل الأوطار 7/ 84].
(¬2) هكذا في الأصل.
(¬3) تفيئة الشيء في اللغة: حينه وزمانه، والمراد هنا: أتاهم حين تأهبوا للقتال [بغية الأماني 16/ 58، نيل الأوطار 7/ 84].
(¬4) هكذا - بالضاد - في المسند من الفتح الرباني (16/ 58)، وفي المسند بتحقيق أحمد شاكر (2/ 24، 236، 327): "حفروا" - بالفاء -، والمعنى يؤيد ما أثبتنا، وقد جاء في المسند بتحقيق شاكر (2/ 327): "وجعل الدية على قبائل =

الصفحة 15