كتاب فقه الأدعية والأذكار (اسم الجزء: 3)

142 / ومن أذكار الصلاة
لا يزال الحديث عن الأذكار المتعلقة بالصلاة، لقد ثبت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنواعٌ من الأذكار يُشرع للمسلم أن يَقولَها عند الرفع من الركوع، وهي في الجملة حمدٌ لله وثناءٌ عليه وتمجيد له سبحانه.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إِذا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهَ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" 1.
وفي لفظ: "اللَّهُمَّ ربَّنا وَلَكَ الحَمْدُ" بزيادة "الواو" وهو في الصحيحين، قال ابن القيم رحمه الله: "ولا يُهمل أمرَ هذه الواو في قوله "ربنا ولك الحمد"، فإنَّه قد ندب الأمر بها في الصحيحين، وهي تجعل الكلامَ في تقدير جملتين قائمتين بأنفسهما، فإنَّ قوله: (ربَّنا) متضمن في المعنى أنت الرب والمَلِك القيُّوم الذي بيديه أزِمَّة الأمور وإليه مرجعها، فعطف على هذا المعنى المفهوم من قوله: "ربنا" قوله "ولك الحمد" فتضمَّن ذلك معنى قول الموحِّد: له الملك وله الحمد"2.
وفي صحيح مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع من الركوع قال: اللَّهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ مِلءَ السموات، ومِلءَ الأرض، ومِلءَ ما بينهما، ومِلءَ ما شئتَ من شيء بعد"3.
__________
1 صحيح البخاري (رقم:795، 796) ، وصحيح مسلم (رقم:409) .
2 كتاب الصلاة (ص:177) بتصرف يسير.
3 صحيح مسلم (رقم:477) .

الصفحة 142