كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)

فإن أكثر الناس شِبَعاً في الدنيا أكثرهمُ جوعاً يوم القيامة" رواه الحاكم، وقال صحيح الإسناد.
[قال الحافظ]: بل واهٍ جداً، فيه فهد بن عوف، وعمر بن موسى لكن رواه البزار بإسنادين، رواة أحدهما ثقات، ورواه ابن أبي الدنيا، والطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي، وزادوا: "فما أكَلَ أبو جُحيفة ملْء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تغدى لا يتعشى، وإذا تعشى لا يتغدى"، وفي رواية لابن أبي الدنيا: قال أبو جُحيفة: فما ملأتُ بطني منذ ثلاثين سنة.

4 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "تجشأ رجلٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: كُفَّ عنا جُشاءك، فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطوَلُهُمْ جوعاً يوم القيامة" رواه الترمذي، وابن ماجة والبيهقي كلهم من رواية يحيى البكاء عنه؛ وقال الترمذي: حديث حسن.

5 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الشبعِ في الدنيا هم أهل الجوع غداً في الآخرة" رواه الطبراني بإسناد حسن.

6 - ورويَ عن عطية بن عامر الجهَنِيِّ قال: "سمعتُ سلمان رضي الله عنه وأُكْرِهَ على طعامٍ يأكلهُ: فقال: حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة" رواه ابن ماجة والبيهقي؛ وزاد في آخره: وقال يا سلمان: الدنيا سجن المؤمن؛ وجنة الكافر.

7 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أوَّلُ بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشِّبَعُ (¬1)، فإن القوم لما شَبِعَتْ بُطُوُنُهمْ سَمِنَتْ (¬2) أبدانهم، فَضَعُفَتْ قلوبهم (¬3)، وجمحت شهواتهم (¬4) " رواه البخاري في كتاب الضعفاء، وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع.
¬_________
(¬1) الإكثار من الأكل والحرص على التمتع بأفخر الطعام، فقل عملهم الصالح وقلت الهمم وزاد الفتور.
(¬2) قويت أجسامهم.
(¬3) قل إيمانها بالله تعالى لعكوفها على الملذات، واستمرارها في الترف، وغفلتها عن الله عز وجل.
(¬4) أسرعت وزادت، وكثرت معاصيهم، قال في المصباح وربما قيل جمح إذا كان فيه نشاط وسرعة، وجمح =

الصفحة 137