كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)
ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون (¬1) في الكلام، فأولئك شرار أمتي" رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط.
23 - ورويَ عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شرار أمتي الذين ولدوا (¬2) في النعيم، وغُذُوا به يأكلون من الطعام ألواناً، ويتشدقون في الكلام" رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في حديث.
24 - وعن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مَطْعَمَ ابن آدم (¬3) جُعِلَ مثلاً للدنيا، وإن قَزَّحَهُ ومَلَحَهُ، فانظر (¬4)
إلى ما يصير" رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد جيد قوي، وابن حبان في صحيحه والبيقي، وزاد في بعض طرقه، ثم يقول الحسن: أو ما رأيتهم يطبخونه بالأفواه والطيب، ثم يرمون كما رأيتم.
[قوله قزحه]: بتشديد الزاي: أي وضع فيه القزح، وهو التابل، وملحه بتخفيف اللام معروف.
25 - وعن الضحاك بن سفيان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا ضحاك ما طعامك؟ قال: يا رسول الله اللحم واللبنُ. قال: ثم يصير إلى ماذا؟ قال: إلى ما قد علمتَ، قال: فإن الله تعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا" رواه أحمد، ورواته رواة الصحيح إلا علي بن زيد بن جدعان.
[قال الحافظ]: ويأتي في الزهد ذكر عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إن شاء الله تعالى.
¬_________
(¬1) يكثرون من القول اللغو، ويقولون ما لا يفعلون.
(¬2) ترعرعوا في النعم الكثيرة وشبوا ولم يشيدوا منها الصالحات.
(¬3) أي طعام ابن آدم، فإنه مثل الدنيا ومآله الزوال مهما خزنه تلف وإن وضع فيه ما يبقيه مدة فلابد أن يعطب.
(¬4) فانظر، كذا (ط وع ص 63 - 2)، وفي (ن د) فانظروا: أي تأمل أيها الإنسان فكل شيء زائل وكذا الطعام فالأحسن أن تختار العمل الصالح وذكر الله، قال تعالى: "واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً" كذلك الطعام يزول.