كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)

ترهيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلاً وفي رعيته خير منه
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استعمل رجلاً من عصابةٍ، وفيهم مَنْ هو أرْضَى (¬1) لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين" روه الحاكم من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه، قال: صحيح الإسناد.
[قال الحافظ]: حسين هذا هو حنش: واهٍ، وتقدم في الباب قبله.

2 - وعن يزيد بن أبي سفيان قال: "قال لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام: يا يزيد إن لك قرابةً عَسِيتَ أن تُؤثِرَهُمْ بالإمارة، وذلك أكثرُ ما أخافُ عليك بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ وَلِيَ من أمْرِ المسلمين شيئاً، فَأمَّرَ عليهم أحداً مُحابَاةً (¬2)، فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صَرْفاً، ولا عدْلاً (¬3) حتى يُدخِلَهُ جهنم" رواه الحاكم، وقال صحيح الإسناد.
[قال الحافظ]: فيه بكر بن خنيس يأتي الكلام عليه، ورواه أحمد باختصار، وفي إسناده رجل لم يسمّ.

ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما
1 - عن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشيَ (¬4) والمرتشيَ (¬5) " رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة ولفظه:
¬_________
(¬1) أي كفء صالح مؤمن، ففيه الترغيب في اختيار من يتقي الله ويرعى شئونهم بالحق والترهيب من اختيار غيره.
(¬2) أي اختار رياء ومفاخرة ورهاناً ونفاقاً.
(¬3) فرضاً ولا نفلاً.
(¬4) دافع الأشياء: مقدم الشيء.
(¬5) قابل الرشوة: اله تعالى يبعدهما من رحمته.

الصفحة 179