كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)
الشاء يتطاولون (¬1) في البنيان. قال: ثم انطلق فلبثتُ ملياً (¬2)، ثم قال يا عمر: أتدري (¬3) مَنِ السائل؟ قُلتُ: الله ورسوله أعلم! قال: فإنه جبريل أتاكم يُعلمكم دينكم" رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
من علامات الساعة أن ترى رعاء البهم يتطاولون في البنيان
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَلُونِي، فهَابُوهُ أن يسألوه، فجاء رجل فجلس عند ركبتيه، فقال يا رسول الله: ما الإسلام؟ قال: لا تشرك بالله شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان. قال: صدقت. قال يا رسول الله: ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ورسله وتؤمن بالبعث (¬4) الآخر، وتؤمن بالقدر كله. قال: صدقت. قال يا رسول الله: ما الإحسان؟ قال: أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك. قال: صدقت قال: يا رسول الله: متى تقوم الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأُحدثُك عن أشراطها: إذا رأيت المرأة تلد ربها فذاك من أشراطها، وإذا رأيت الحفاة العُراة الصم البكم (¬5) مُلوك الأرض فذاك من أشراطها، وإذا رأيت رِعَاء البُهْمِ (¬6)
يتطاولون في البنيان (¬7) فذاك من أشراطها" الحديث. رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وهذا الحديث له دلالات كثيرة، ولم نذكره إلا في هذا المكان حسبما اتفق في الإملاء.
3 - وعن أنسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خرج يوماً ونحن معه، فرأى قُبةً مُشرفَةً فقال: ما هذه؟ قال أصحابه: هذه لفلان: رجلٍ من الأنصار
¬_________
= إذا التحق الأسافل بالأعالي ... فقد طابت منادمة المنايا
(¬1) يتفاخرون بإنشاء القصور واستكثارهم منها وتكثر أموالهم.
(¬2) مدة أو زماناً واسعاً، ومنه (واهجرني مليا).
(¬3) أتعلم.
(¬4) القيام من القبور: أي التصديق بما يقع بعده من الحساب والميزان والجنة والنار.
(¬5) غير النبهاء لا الأذكياء، أذنهم لا تعي ولسانهم غير فصيح بل ركيك ألكن (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) والمعنى إذا ساد الجهلاء وعز الأغبياء واحتقر العلماء.
(¬6) أي الرعاة السود لأن الغالب على ألوانهم الأدمة فهو جمع الأبهم، وهو الذي لا شبه له، وقال الخطابي: معناه الرعاة المجهولون الذين لا يعرفون، جمع البهيم ومنه أبهم هو الأمر فهو مبهم إذا لم تعرف حقيقته بضم الباء وبفتح الهاء: صغار الضأن والمعز: أي رعاة الغنم لحقارتهم في الحياة وجهلهم.
(¬7) يتفاخرون بإنشاء القصور واستكثارهم منها وتكثر أموالهم.