كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)
تَسْقِهَا، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، فهي تنهش (¬1) قُبُلَهَا وَدُبُرَهَا، ورأيت فيها أخا بني دَعْدَعٍ الذي كان يسرق الحاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فإذا فُطِنَ له قال: إنما تعلق بمحجني، والذي سرق بَدَنَتَيْ (¬2) رسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه ابن حبان في صحيحه.
وفي رواية له ذكر فيها الكسوف قال: وعرضت عليَّ النار، فلولا أني دفعتها عنكم لغشيتكم (¬3)، ورأيت فيها ثلاثةً يعذبون: امرأةً حِمْيَرِيَّةٌ سوداء طويلةً تُعذبُ في هرةٍ لها أوثقتها (¬4) فلم تدعها تأكلُ من خشاش الأرضِ، ولم تُطعمها حتى ماتت، فهي إذا أقبلتْ (¬5) تنهشها؛ وإذا أدْبَرَتْ تنهشها، الحديث.
[المحجن] بكسر الميم وسكون الحاء المهملة بعدهما جيم مفتوحة: هي عصا محنية الرأس.
28 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم "صلى صلاة الكسوف، فقال: دَنَتْ مني النارُ حتى قلتُ: أي ربِّ وأنا معهم، فإذا امرأةٌ حَسِبْتُ أنه قال: تخدشها (¬6) هرةٌ. قال: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعا" رواه البخاري.
ما جاء في فضل الرفق بالحيوان
29 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دنا رجلٌ إلى بئرٍ فنزل، فشرب منها، وعلى البئر كلبٌ يلهثُ (¬7)، فَرَحِمَهُ، فَنزَعَ أحد خُفَّيْهِ فَسقَاهُ، فشكرَ (¬8)
الله له فأدخله الجنة" رواه ابن حبان في صحيحه، ورواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود أطول من هذا. وتقدم في إطعام الطعام.
30 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التَّحْرِيشِ (¬9) بين البهائم" رواه أبو داود والترمذي متصلاً ومرسلاً عن مجاهد، وقال في المرسل: هو أصح.
¬_________
(¬1) تعض آلتيها انتقاماً منها، والنهش: الأخذ بالأسنان وبالأضراس: 99 - 2 ع
(¬2) ناقتي.
(¬3) أصابتكم.
(¬4) ربطتها بسلاسل أو حبال.
(¬5) قدمت من الأمام أو من وراء ظهرها.
(¬6) تجرحها بأظافرها.
(¬7) يخرج لسانه من شدة العطش.
(¬8) قبل عمله وأثابه وغفر له بسبب سقي هذا الحيوان العطشان.
(¬9) الإغراء بينهما: يناطح بعضها بعضاً.