كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)
"ثلاثٌ من كُنَّ فيه نشر الله عليه كنفه (¬1)، وأدخله جنته: رفقٌ بالضعيف، وشفقةٌ على الوالدين، وإحسانٌ إلى المملوك" رواه الترمذي وقال حديث غريب.
فصل
57 - عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: "مَرَّ على حمارٍ قد وُسِمَ (¬2) في وجههِ فقال: لعن الله الذي وَسَمَهُ" رواه مسلم. وفي رواية له: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوَسْمِ في الوجه" ورواه الطبراني بإسناد جيد مختصراً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَعَنَ مَنْ يَسِمُ (¬3) في الوجه.
58 - وعن جُنادةَ بن جَرادةَ أحد بني غَيْلاَنَ بن جُنادة رضي الله عنه قال: "أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم بإبلٍ قد وسمتها في أنفها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جُنادةُ فما وجدت عضواً تَسِمُهُ إلا في الوجه. أما إن أمامك القصاص فقال: أمرها إليك يا رسول الله" الحديث. رواه الطبراني.
59 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: مَرَّ حمارٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم قد كُوِيَ (¬4)
في وجهه يفوزُ مِنْخَراهُ مِنْ دَمٍ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
¬_________
(¬1) رحمته ومعاونته:
(أ) الرأفة بالعاجز المسكين.
(ب) الإحسان إلى الوالدين وإكرامهما وبرهما.
(جـ) حسن معاملة العبد.
(¬2) وضعت عليه علامة، يقال وسمت الشيء وسماً، من باب وعد، والاسم السمة: وهي العلامة، والوسمة: نبت يختضب بورقه، ثم طلب صلى الله عليه وسلم إقصاء من فعل ذلك، وإبعاده من رحمة الله تعالى.
(¬3) يضع عليه أي علامة.
(¬4) كواه بالنار كياً. قال تعالى في بيان أن هذا العمل من غواية الشيطان: "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً" (119 - 120 من سورة النساء).
قال البيضاوي: "فليغيرن خلق الله" أي عن وجهه وصورته أو صفته، ويندرج فيه ما قيل من فقء عين =