كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)
هذا كان عبدي في الدنيا؟ قال: جازيتهُ بعملهِ، وجازيتكَ بعملك" رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وقال: تفرّد به يحيى بن عبد الله بن عبدربه الصفَّار عن أبيه.
[قال الحافظ]: لا يحضرني فيهما جرح ولا عدالة.
6 - ورويَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عبداً دخل الجنة، فرأى عَبْدَهُ فوق درجتهِ، فقال يا رب: هذا عبدي فوق درجتي؟ قال: نعم جزيتهُ بعمله وجزيتكَ بعملك" رواه الطبراني في الأوسط.
ما جاء في المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه
7 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عُرِضَ عليَّ أولُ ثلاثةٍ يدخلون الجنة: شهيد (¬1)، وعفيفٌ (¬2) مُتَعففٌ، وعَبدٌ أحسن عبادة الله، ونصح لمواليه (¬3) " رواه الترمذي وحسنه واللفظ له، وابن حبان في صحيحه.
8 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نِعِماً (¬4) لأحدكم أن يطيع الله عز وجل، ويؤدي حق سيده، يعني المملوكَ" رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
9 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثةٌ على كُثبان المسك (¬5) أرَاهُ. قال يوم القيامة: عبدٌ أدى حق الله وحق مواليه، ورجلٌ أمَّ قوماً (¬6) وهم به راضون، ورجلٌ يُنادي (¬7) بالصلوات الخمس في كل يومٍ وليلةٍ" رواه الترمذي، وقال حديث حسن غريب، ورواه الطبراني في الأوسط والصغير، ولفظه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يَهُولُهُمُ (¬8) الفزعُ الأكبر، ولا ينالهمُ الحساب (¬9)، هم على كَثِيبٍ من مسك حتى يُفرَغَ
¬_________
(¬1) مجاهد في سبيل نصر دين الله تعالى.
(¬2) ذو قناعة وعفاف وعزة نفس، يقال عف الشيء يعف من باب ضرب عفة وعفافاً: امتنع عنه فهو عفيف، واستعف عن المسألة مثل عف، ورجل عف وامرأته عفة، وتعفف كذلك، ومنه متعفف: أي يتكلف القناعة ويلزم العفاف ليعفه الله إعفافاً.
(¬3) مخدوميه وأصحاب العمل.
(¬4) قال الزجاج ما بمعنى الشيء فالتقدير نعم الشيء. أ. هـ.، وميم نعم مدغمة في ما، كما قال تعالى: "إن الله نعما يعظكم به" أي أمدح عمل شخص عبد الله وأخلص في عمله.
(¬5) قطع الطيب: أي على مكان ذي الرائحة.
(¬6) صلى بهم إماماً.
(¬7) يؤذن ويدعو الناس إلى الله.
(¬8) لا يخوفهم هول يوم القيامة.
(¬9) ولا يلحق بهم عذاب.