كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)

كتاب النكاح وما يتعلق به
ابتداء الجزء الثاني من النسخة المعمارية المخطوطة المحفوظة

الترغيب في غض البصر
والترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها
1 - عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني عن ربه عز وجل: "النظرة (¬1) سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته (¬2)
إيماناً يجد حلاوته في قلبه" رواه الطبراني، والحاكم من حديث حذيفة، وقال: صحيح الإسناد.
[قال الحافظ]: خرّجاه من رواية عبد الرحمن بن إسحق الواسطي، وهو واهٍ.

2 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلمٍ ينظرُ إلى محاسن امرأة، ثم يغض (¬3) بصرهُ إلا أحدث الله له عبادةً يجدُ حلاوتها في قلبه" رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: ينظر إلى امرأةٍ أول رَمْقَةٍ، والبيهقي وقال: إنما أراد إن صح، والله أعلم: أن يقع بصرهُ عليها من غير قصدٍ فيصرفَ بصره عنها تورعاً.

3 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُ عينٍ باكيةٌ (¬4) يوم القيامة إلا عينٌ غضتْ (¬5) عن محارم الله، وعينٌ سهرت (¬6) في سبيل الله، وعينٌ خرج منها مثل رأس الذباب (¬7) من خشية الله" رواه الأصبهاني.
¬_________
(¬1) الاطلاع بالعين إلى الأجنبية يبعث شعاعاً من أشعة إبليس المهلكة.
(¬2) جعلت بدله إيماناً يشعر بلذاته في قلبه.
(¬3) يمنعه خوفاً من الله.
(¬4) متألمة بشدة البكاء من هول الموقف.
(¬5) امتنعت من المعاصي.
(¬6) باتت تحرس يقظة طيلة ليلها.
(¬7) تدمع ويسيل من غربها خوفاً من عذابه.

الصفحة 34