كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)
4 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا زعيمٌ (¬1) ببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً" رواه البيهقي بإسناد حسن، ورواهُ أبو داود والترمذي وحسنه، وابن ماجة في حديث تقدم في حُسن الخلق.
5 - وعن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي قُرادٍ السُّلَميَّ رضي الله عنه قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بطَهُورٍ (¬2)، فغمس يده فتوضأ فتتبعناهُ فَحَسَوْنَاهُ (¬3) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حَمَلَكُمْ على ما فعلتمُ؟ قلنا: حُبُّ الله ورسولهِ (¬4) قال: فإن أحببتم (¬5) أن يُحِبَّكُمُ الله ورسولهُ، فأدُّوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدَّثتُم، وأحسنوا جوارَ من جاوركم" رواه الطبراني.
6 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربعٌ إذا كُنَّ فيكَ (¬6) فلا عليك ما فاتك من الدنيا (¬7): حفظُ أمانةٍ، وصدقُ حديثٍ، وحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ في طُعْمَةٍ" رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي بأسانيد حسنة.
7 - وعن الحسن بن عليٍ رضي الله عنهما قال: "حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعْ ما يَرِيُبكَ (¬8) إلى ما لا يَرِيُبكَ، فإن الصدقَ طمأنينةٌ، والكذب رِيبَةٌ" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
¬_________
(¬1) كفيل بحفظ قصر في الجنة لمن هجر الكذب في كلامه حتى في هزله ومجونه وتسرى همومه يلتزم الصدق.
(¬2) ماء مطهر.
(¬3) أخذنا ملء الفم.
(¬4) أي دعانا إلى ذلك حب التبرك والتقرب لمحبة الله ورسوله، فانظر رعاك الله إلى تيمن الصحابة وتناول شيء من طهوره رجاء القبول وعنوان الامتثال والحب والتبرك.
(¬5) فإن كذا (ط وع ص 262 - 2)، وفي (ن د): إن، والمعنى محبة الله ورسوله في طاعته سبحانه وتعالى، وفي التخلق بأخلاق الكرام مثل أداء الأمانة وصدق القول وإخلاص العمل وحسن الجوار وإكرام الجار، والإحسان إليه وحسن معاملته ونصحه وإرشاده.
(¬6) أي إذا تحليت بها وحافظت على أدائها.
(¬7) لا يهمك عرض الدنيا الذي فاتك:
(أ) أداء الأمانة.
(ب) قولك موافق للواقع وللحق وللعدل.
(جـ) الاستقامة والاتصاف بمكارم الأخلاق.
(د) الأكل من الطيبات والطعام الحلال مع العفة والقناعة والرغبة في الزهد واجتناب المحرمات. قال تعالى: "كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله" (من سورة البقرة).
(¬8) اجتنب الذي يدخلك في شبهة، قال في النهاية يروى بفتح الياء وضمها. قال المناوي: وفتحها أكثر: =