كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)

إن الله جميل يحب الجمال

2 - وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ (¬1)
من كِبْرٍ، فقال رجلٌ: إن الرجلَ يُحبُّ أن يكون ثوبهُ حسناً، ونعلهُ حسناً؟ فقال: إن الله تعالى جميلٌ (¬2) يحب الجمال (¬3) الكبر بَطَرُ الحق، وَغَمْطُ الناس" رواه مسلم والترمذي، والحاكم إلا أنه قال: "ولكن الكبر من بَطَرَ الحق وازدرى الناس" وقال الحاكم: احتجا برواته.
[بطر الحق]: دفعه ورده.
[وغمط الناس]: بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطاء المهملة: هو احتقارهم وازدراؤهم كما جاء مفسراً عند الحاكم.

3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم الرجل يقولُ: هَلَكَ الناسُ (¬4) فهو أهلكهم" رواه مالك ومسلم وأبو داود وقال: قال أبو إسحاق: سمعته بالنصب والرفع، ولا أدري أيهما قال، يعني بنصب الكاف من أهلكهم أو رفعها: وفسره مالك إذا قال ذلك معجباً بنفسه مزدرياً بغيره، فهو أشد هلاكاً منهم لأنه لا يدري سرائر الله في خلقه. انتهى.

4 - وعن جُندبُ بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال رجلٌ: والله لا يغفرُ الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتَألَّى (¬5) عليَّ أن لا أغفر له؟ إني قد غفرتُ له وأحبطتُ عملك (¬6) " رواه مسلم.

5 - وعن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المستهزئين بالناس يُفْتَحُ لأحدهم في الآخرة بابٌ من الجنة، فيقال له: هَلُمَّ (¬7)
¬_________
(¬1) مقدار رأس أنملة.
(¬2) متصف بكل كمال منزه عن كل نقص.
(¬3) النظافة وحسن الهندام وطيب الحديث ويحب أن يرى عبده متمتعاً بنعمه، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون" (87 - 88 من سورة المائدة).
(¬4) يزدري بهم ويحتقر أعمالهم فهو أشد هلاكاً وأردأ عاقبة لاستهزائه بغيره.
(¬5) من يحكم عليَّ ويحلف ويتعدى عليَّ بالتهجم، وإني غفور رحيم قهار كريم عفو رحمن قد سترت ذنوبه وسامحته.
(¬6) نقصتها ولم أقبلها.
(¬7) أقبلوا.

الصفحة 611