كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)

[أماط] الشيء عن الطريق: نحاه وأزاله، والمراد بالأذى كل ما يؤذي المار كالحجر والشوكة والعظم والنجاسة ونحو ذلك.

2 - وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عُرضتْ عليَّ أعمالُ امتي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا (¬1)، فوجدتُ في محاسنِ أعمالها الأذى يُماطُ عن الطريق ووجدتُ في مساوي أعمالها النُّخَامةَ (¬2) تكون في المسجد لا تُدفنُ" رواه مسلم وابن ماجة.

3 - وعن أبي بَرْزَةَ رضي الله عنه قال: "قلتُ يا نبي الله: إني لا أدري نفسي تمضي أو أبقى بعدك فزودني شيئاً ينفعني الله به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افعل كذا، افعل كذا، وأمِرَّ (¬3) الأذى عن الطريق".

4 - وفي رواية قال أبو برزة: "قلتُ يا نبي الله: علمني شيئاً أنتفع به، قال: اعزل الأذى عن طريق المسلمين (¬4) " رواه مسلم وابن ماجة.

5 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ سُلاَمَى (¬5) من الناس عليه صدقةٌ كل يومٍ تطلعُ فيه الشمسُ: تَعْدِلُ بين الاثنين (¬6) صدقةٌ، وَيُعينُ الرجل في دابته (¬7)، فَيَحْمِلُهُ عليها أم يرفعُ له عليها متاعهُ (¬8) صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ (¬9) صدقةٌ، وبكل خطوةٍ يمشيها إلى
¬_________
(¬1) جيدها ورديئها.
(¬2) البصقة، وفي النهاية البزقة التي تخرج من أقصى الحلق. أهـ. فلاكتساب الثواب يواريها المسلم ويراعي نظافة المسجد.
(¬3) أذهب، أمر من أمررت الشيء أمره إمراراً: إذا جعلته يمر.
(¬4) نح وأبعد الأضرار، وكل ما يعطل سير المارين.
(¬5) مفصل من مفاصل أعضاء الإنسان وعددها ثلثمائة وستون: والمعنى أيها الإنسان انظر إلى جسمك، وتركيبه بإبداع وإتقان فتصدق على هذه العدد المتينة المركبة من لحم ودم المتحركة بإرادة الله وقدرته.
(¬6) تقول الحق وتفصل بين المتنازعين وتعين على الهداية وتتبع الصراط المستقيم في أقوالك وأعمالك يحسب لك حسنات وإنفاق في سبيل طاعة الله تعالى.
(¬7) تساعد أخاك المسلم في أعماله وتقدم له الخير فينجح ويسعد.
(¬8) ما يريد حمله.
(¬9) الأقوال الحميدة العذبة الخالية من غضب الله وسخطه

الصفحة 616