كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)

جِنَّانِ البيوتِ، فقال: إذا رأيتم منهن شيئاً في مساكنكم فقولوا: أنشدكم العهد (¬1) الذي أخذ عليكم نوحٌ، أنشدكم العهد الذي أخذ عليكم سليمان أن لا تؤذونا، فإن عُدْنَ (¬2)
فاقتلوهنَّ" رواه أبو داود والترمذي والنسائي كلهم من رواية ابن أبي ليلى عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يأتي.

13 - وعن نافعٍ قال: "كان ابن عمر يقتلُ الحيات كلهن حتى حدثنا أبو لبابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جِنَّانِ البيوت فأمسك" رواه مسلم.

14 - وفي رواية له لأبي داود: "وقال أبو لبابة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطُّفْيَتَيْنِ، فإنها اللذان يخطفان البصر، ويتبعان ما في بطون النساء".

15 - وعن أبي السائب: "أنه دخل على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في بيته قال: فوجدتهُ يُصلي، فجلستُ أنتظرهُ حتى يقضيَ صلاته، فسمعتُ تحريكاً في عراجين في ناحية البيتِ فالتفتُّ، فإذا حيةٌ، فوثبتُ (¬3) لأقتلها، فأشار إليَّ أن أجلس فجلستُ، فلما انصرف أشار إلى بيتٍ في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلتُ: نعم، قال: كان فيه فتىً منا حديثُ عهد بِعُرسٍ (¬4).
قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصافِ النهار، فيرجعُ إلى أهله، فاستأذنهُ يوماً فقال: خُذ عليك سلاحك، فإني أخشى عليك قُريظةَ، فأخذ الرجل سلاحهُ، ثم رجع فإذا امرأتهُ بين البابين قائمةٌ، فأهوى إليها بالرُّمحِ ليطعنها به، وأصابتهُ غيرةٌ، فقالت له: اكْفف عليك رُمحك، وادخلِ البيت حتى تنظرَ ما الذي أخرجني، فدخل فإذا بحيةٍ عظيمةِ مُنطويةٍ على الفراش،
¬_________
(¬1) أقسم به.
(¬2) قصدن الأذى بعد القسم.
(¬3) قفزت بمعنى بادرت وأسرعت لأنها شاركت إبليس في إخراج سيدنا آدم من الجنة.
(¬4) بكسر العين: امرأة الرجل، وبضمها طعام الوليمة.

الصفحة 625