كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)

"من كانت له أنثى فلم يئدها (¬1)، ولم يُهِنْها (¬2)، ولم يُؤثِرْ (¬3)
ولده، يعني الذكور، عليها أدخله الله الجنة" رواه أبو داود، والحاكم، كلاهما عن ابن حدير، وهو غير مشهور عن ابن عباس، وقال الحاكم صحيح الإسناد.
[قوله لم يئدها]: أي لم يدفنها حية، وكانوا يدفنون البنات أحياء، ومنه قوله تعالى: "وإذا الموؤدة سُئلت".
ما جاء في فضل الإنفاق على البنات وذوات القرابة

30 - وعن المطلب بن عبد الله المخزومي رضي الله عنه قال: دخلتُ على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا بُنيَّ: "ألا أحدثك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: بلى (¬4) يا أُمَّهْ. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنفق على ابنتين، أو أختين، أو ذواتيْ قرابةٍ يحتسب (¬5) النفقة عليهما حتى يُغنيهما (¬6) من فضل الله، أو يكفيهما كانتا له ستراً من النار" رواه أحمد والطبراني من رواية محمد بن أبي حميد المدني ولم يترك، ومشاه بعضهم، ولا يضر في المتابعات.

31 - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كُنَّ له ثلاثُ بنات يُؤويهنَّ (¬7) ويرْحَمُهُنَّ (¬8)، ويكْفُلُهُنَّ (¬9)، وجبت له الجنة البتة. قيل: يا رسول الله فإن كانتا اثنتين؟ قال: وإن كانتا اثنتين. قال: فرأى بعض القوم أن لو قال: واحدةً لقال: واحدةً" رواه أحمد بإسناد جيد، والبزار والطبراني في الأوسط، وزاد: ويُزوجهنَّ.

32 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كُنَّ له ثلاثُ بناتٍ فصبر على لأوَائهِنَّ (¬10) وَضَرَّائهِنَّ (¬11)
وَسَرائهنَّ أدخلهُ الله الجنة
¬_________
(¬1) فلم يدفنها حية، ولم يتسبب في موتها.
(¬2) لم يقدم لها أي إهانة ولم يؤذها.
(¬3) ولم يخص، والمعنى دخول الجنة للذي أكرم بنته؛ وعطف عليها.
(¬4) أي اسمعي يا أمه، يجاب بكلمة بلى في حال الإثبات في النفي والاستفهام، وبكلمة نعم في حال النفي.
(¬5) يطلب ثواب الإنفاق من الله جلا وعلا.
(¬6) يكبرا ويتزوجا وينالا غنى وكفاية.
(¬7) يقدم لهن مأوى ومسكناً.
(¬8) يرأف بهن.
(¬9) يقوم بتربيتهن ويؤدي واجبهن.
(¬10) مشقاتهن، وفي النهاية اللأواء الشدة، وضيق المعيشة.
(¬11) أتراحهن وأحزانهن، وفيه الترغيب بإكرام البنت، وتعهدها بالمحامد والإحسان، تلك أحاديث تبين فضل تربية البنات، وإكرامهن، والصبر على أذاهن، ومن عادات الكفار التي محاها النبي صلى الله عليه وسلم =

الصفحة 68