كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)
الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير مواليه
من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام
1 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ادعى (¬1) إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرامٌ" رواه البخاري ومسلم، وأبو داود وابن ماجة، عن سعد، وأبي بكرة جميعاً.
2 - وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس من رجلٍ ادعى بغير أبيه وهو يعلم إلا كَفَرَ، ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليبتوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" رواه البخاري ومسلم.
[حار] بالحاء المهملة والراء: أي رجع عليه ما قال.
3 - وعن يزيد بن شريك بن طارق التميمي قال: "رأيتُ علياً رضي الله عنه على المنبر يخطب فسمعتهُ يقول: لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله، وما في هذه الصحيفة فَنَشَرَها، فإذا فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينةُ حَرَامٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى مُحْدِثاً فعليه لعنةُ الله، والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً، ولا صرفاً (¬2)،
وذمة المسلمين واحدةٌ يسعى بها أدناهم، فمن أخفرَ (¬3) مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ولا صرفاً، ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى (¬4) إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ولا صرفاً" رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي.
4 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بامرئٍ تَبَرُّؤ مِنْ نَسَبٍ، وإنْ دَقَّ، وادعاءُ نسبٍ لا يُعْرَفُ" رواه أحمد والطبراني في الصغير، وعمرو يأتي الكلام عليه.
¬_________
(¬1) انتسب.
(¬2) فرضاً ولا نفلاً.
(¬3) خانه ونقض عهده.
(¬4) انتسب إلى غير أسياده ومخدوميه.