كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 3)

[فلسطين] بكسر الفاء، وفتح اللام، وسكون السين المهملة: كورة بالشام، وقد تفتح الفاء.

15 - وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات له ثلاثةٌ من الولد فاحتسبهم دخل الجنة، قال قلنا: يا رسول الله: واثنان؟ قال: واثنانِ. قال محمودٌ، يعني ابن لبيدٍ، فقلتُ لجابرٍ: أراكم لو قلتم: واحداً لقال واحداً. قال: وأنا أظن ذلك" رواه أحمد، وابن حبان في صحيحه.

16 - وعن قُرَّةَ بن إياسٍ رضي الله عنه: أن رجلاً كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه ابنٌ لهُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تُحِبُّهُ؟ قال: نعم يا رسول الله أحبك الله (¬1) كما أُحِبُّهُ فَفَقَدَهُ (¬2) النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل فلانُ بن فلانٍ؟ قالوا يا رسول الله: مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: ألا تُحِبُّ أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟ فقال رجلٌ يا رسول الله: ألَهُ خاصةً أم لِكُلِّنَا؟ قال: بل لِكُلِّكُمْ" رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، والنسائي وابن حبان في صحيحه باختصار قول الرجل: ألَهُ خاصةً. إلى آخره.
وفي رواية النسائي قال: "كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس جَلَسَ إليه نفرٌ من أصحابه: فيهم رجلٌ له ابنٌ صغيرٌ يأتيه من خلف ظهرهِ فيقعدهُ بين يديه فهَلَكَ فامتنعَ الرجلُ أن يَحْضُرَ الحلقةَ لذكرِ ابنهِ، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي لا أرى فلاناً؟ قالوا يا رسول الله: بُنَيُّهُ الذي رأيته هَلكَ، فَلَقِيَهُ النبي صلى الله عليه وسلم فسألهُ عن بُنيِّهِ فأخبره أنه هلك فَعَزَّاهُ عليه (¬3)،
ثم قال: يا فلان! أيما كان أحبُّ إليك؟ أن تتمتع به عُمْرَكَ (¬4)، أو لا تأتي إلى بابٍ من أبواب الجنة إلا وجدتهُ قد سبقك إليه
¬_________
(¬1) زادك الله محبة.
(¬2) مكث مدة لم يره صلى الله عليه وسلم، وغاب ذلك الرجل عن الرسول مدة فسأل عنه فقيل توفي ابنه.
(¬3) قال له اصبر، وتعز وفوض أمرك لله، وعظم الله أجرك، وفيه أن التعزية سُّنة، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
إني معزيك لا أني على ثقة ... من الخلود ولكن سُّنة الدين
فما المعزي بباقٍ بعد ميته ... ولا المعزى ولو عاشا إلى حين
(¬4) مدة حياتك.

الصفحة 79