كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

الخامس: نطعم ونتنعم مأخوذ من الرتعة وهي سعة المطعم والمشرب , قاله ابن شجرة وأنشد قول الشاعر:
(أكُفراً بعد رَدّ الموت عنّي ... وبعد عطائك المائة الرِّتاعا)
أي الراتعة لكثرة المرعى. ولم ينكر عليهم يعقوب عليه السلام اللعب لأنهم عنوا به ما كان مباحاً.
{قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون} قوله عز وجل: {قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخافُ أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون} فيه قولان: أحدهما: أنه قال ذلك لخوفه منهم عليه , وأنه أرادهم بالذئب , وخوفه إنما كان من قتلهم له فكنى عنهم بالذئب مسايرة لهم , قال ابن عباس فسماهم ذئاباً. والقول الثاني: ما خافهم عليه , ولو خافهم ما أرسله معهم , وإنما خاف الذئب لأنه أغلب ما يخاف منه من الصحارى. وقال الكلبي: بل رأى في منامه أن الذئب شَدّ على يوسف فلذلك خافه عليه.
{فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون} {وأوحينا إليه} فيه وجهان:

الصفحة 13