كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

أحدهما: أن الشغف بالغين معجمة هو الجنون وبالعين غير معجمة هو الحب , قاله الشعبي. والثاني: أن الشغف بالإعجام الحب القاتل , والشعف بغير إعجام دونه , قاله ابن عباس وقال أبو ذؤيب:
(فلا وجْدَ إلا دُون وجْدٍ وجَدته ... أصاب شغافَ القلب والقلبُ يشغف)
{إنا لنراها في ضلال مبين} فيه وجهان: أحدهما: في ضلال عن الرشد وعدول عن الحق. الثاني: معناه في محبة شديدة. ولما اقترن شدة حبها بالشهوة طلبت دفع الضرر عن نفسها بالكذب عليه , ولو خلص من الشهوة طلبت دفع الضرر عنه بالصدق على نفسها. قوله عز وجل: {فلما سمعت بمكرهن} فيه وجهان: أحدهما: أنه ذمهن لها وإنكارهن عليها. الثاني: أنها أسرت إليهن بحبها له فأشعْن ذلك عنها. {أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ} وفي {أعتدت} وجهان: أحدهما: أنه من الإعداد. الثاني: أنه من العدوان. وفي (المُتْكَأ) ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه المجلس , قاله ابن عباس والحسن. والثاني: أنه النمارق والوسائد يتكأ عليها , قاله أبو عبيدة والسدي. الثالث: أنه الطعام مأخوذ من قول العرب اتكأنا عند فلان أي طعمنا عنده , وأصله أن من دعي إلى طعام أُعد له متكأ فسمي الطعام بذلك متكأ على الاستعارة. فعلى هذا أي الطعام هو؟ فيه أربعة أقاويل: أحدها: أنه الزُّماورد , قاله الضحاك وابن زيد.

الصفحة 31