كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

الحبس في السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه. ويحتمل وجهين: أحدهما: أنه أراد امرأة العزيز فيما دعته إليه من الفاحشة وكنى عنها بخطاب الجمع إما تعظيماً لشأنها في الخطاب وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض. الثاني: أنه أراد بذلك جماعة النسوة اللاتي قطعن أيديهن حين شاهدنه لاستحسانهن له واستمالتهن لقلبه. {وإِلاَّ تصرف عني كيدهن} يحتمل وجهين: أحدهما: ما دعي إليه من الفاحشة إذا أضيف ذلك إلى امرأة العزيز. الثاني: استمالة قلبه إذا أضيف ذلك إلى النسوة. {أصْبُ إِليهن} فيه وجهان: أحدهما: أتابعهن , قاله قتادة. الثاني: أمل إليهن , ومنه قول الشاعر:
(إلى هند صبا قلبي ... وهند مثلها يصبي)
{ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين} قوله تعالى: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات} في الآيات التي رأوها وجهان: أحدهما: قدُّ القميص وحز الأيدي. الثاني: ما ظهر لهم من عفته وجماله حتى قلن {ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم}. {ليسجننه حتى حين} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن الحين ها هنا ستة أشهر , قاله سعيد بن جبير. الثاني: أنه سبع سنين , قاله عكرمة.

الصفحة 34