كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

{وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ} فيه وجهان: أحدهما: يأمر قومه فسماهم أهله. الثاني: أنه بدأ بأهله قبل قومه. وفي الصلاة والزكاة ما قدمناه. وهو على قوله الجمهور: إسماعيل بن إبراهيم. وزعم بعض المفسرين أنه ليس بإسماعيل بن إبراهيم لأن إسماعيل مات قبل إبراهيم , وإن هذا هو إسماعيل بن حزقيل بعثه الله إل قومه فسلخوا جلدة رأسه , فخيره الله تعالى فيما شاء من عذابهم فاستعفاه ورضي بثوابه وفوض أمرهم إليه في عفوه أو عقوبته.
{واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا} قوله تعالى: { ... . وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} فيه قولان: أحدهما: أن إدريس رفع إلى السماء الرابعة , وهذا قول أنس بن مالك في حديث مرفوع , وأبي سعيد الخدري , وكعب , ومجاهد. الثاني: رفعه إلى السماء السادسة , قاله ابن عباس , والضحاك , وهو مرفوع في السماء.

الصفحة 377