كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)
أحدهما: إلا السلامة. الثاني: تسليم الملائكة عليهم , قاله مقاتل. {وَلَهُمْ رَزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشيًّاً} فيه وجهان: أحدهما: أن العرب إذا أصابت الغداء والعشاء نعمت , فأخبرهم الله أن لهم في الجنة غداء وعشاء , وإن لم يكن في الجنة ليل ولا نهار. الثاني: معناه مقدار البكرة ومقدار العشي من أيام الدنيا , قاله ابن جريج. وقيل إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وغلق الأبواب , ومقدار النهار. برفع الحجب وفتح الأبواب. ويحتمل أن تكون البكرة قبل تشاغلهم بلذاتهم , والعشي بعد فراغهم من لذاتهم , لأنه يتخللها فترات انتقال من حال إلى حال.
{وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا} قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ} فيه قولان: أحدهما: أنه قول أهل الجنة: إننا لا ننزل موضعاً من الجنة إلا بأمر الله , قاله ابن بحر. الثاني: أنه قول جبريل عليه السلام , لما ذكر أن جبريل أبطأ على النبي صلى الله عليه وسلم باثنتي عشرة ليلة , فلما جاءه قال: (غِبْتَ عَنِّي حَتَّى ظَنَّ المُشْرِكُونَ كلَّ ظَنٍ). فنزلت {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ ربِّكَ} ويحتمل وجهين: أحدهما: إذا أُمِرْنَا نزلنا عليك.