كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

الرابع: أن معنى طوى: طَإِ الوادي بقدمك , قاله مجاهد. الخامس: أنه الاسم للوادي قديماً , قاله ابن زيد: فخلع موسى نعليه ورمى بهما وراء الوادي. قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي} فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: وأقم الصلاة لتذكرني فيها , قاله مجاهد. والثاني: وأقم الصلاة بذكري , لأنه لا يُدْخَلُ في الصلاة إلا بذكره. الثالث: وأقم الصلاة حين تذكرها , قاله إبراهيم. وروى سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ نَسِيَ صَلاَةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا) قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَلاَةَ لِذَكرِي}. قوله تعالى: {أكَادُ أُخْفِيهَا} فيه أربعة تأويلات: أحدها: أي لا أظهر عليها أحداً , قاله الحسن , ويكون أكاد بمعنى أريد. الثاني: أكاد أخفيها من نفسي , قاله ابن عباس ومجاهد , وهي كذلك في قراة أُبَيّ (أَكَادُ أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي) ويكون المقصود من ذلك تبعيد الوصول إلى علمها. وتقديره: إذا كنت أخفيها من نفسي فكيف أظهرها لك؟ الثالث: معناه أن الساعة آتية أكاد. انقطع الكلام عند أكاد وبعده مضمر أكاد آتي بها تقريباً لورودها , ثم استأنف: أخفيها لتجزى كل نفسٍ بما تسعى. قاله الأنباري , ومثله قول ضابىء البرجمي:
(هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تكرت على عثمان تبكي حلائله)

الصفحة 397