كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

القول الثاني: أن هذا القول من موسى [كان] تحريماً للسامري , وأن موسى أمر بني إسرائيل ألا يؤاكلوه ولا يخالطوه , فكان لا يَمَسُّ وَلاَ يُمَسُّ , قال الشاعر:
(تميم كرهط السامري وقوله ... ألا لا يريد السامري مساسا)
أي لا يُخَالِطُونَ وَلاَ يُخَالَطُون. {وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ} يحتمل وجهين: أحدهما: في الإِمهال لن يقدم. الثاني: في العذاب لن يؤخر. قوله عز وجل: {وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} فيه وجهان: أحدهما: أحاط بكل شيء حتى لم يخرج شيء من علمه. الثاني: وسع كل شيء علماً حتى لم يخل شيء عن علمه به.
{يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما} قوله عز وجل: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئَذٍ زُرْقاً} فيه ستة أقاويل: أحدها: عُمياً , قاله الفراء. الثاني: عطاشاً قد أزرقت عيونهم من شدة العطش , قاله الأزهري. الثالث: تشويه خَلْقِهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم. الرابع: أنه الطمع الكاذب إذ تعقبته الخيبة , وهو نوع من العذاب. الخامس: أن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف , قال الشاعر:

الصفحة 424