كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

(فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محوِلِ)
أي شغلتها عن ولدها. ولبعض أصحاب الخواطر وجه ثالث: أنها غافلة عما يراد بها ومنها. {وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ} فيه وجهان: أحدهما: ذكره ابن كامل أنهم أخفوا كلامهم الذي يتناجون به , قاله الكلبي. الثاني: يعني أنهم أظهروه وأعلنوه , وأسروا من الأضداد المستعملة وإن كان الأظهر في حقيقتها أن تستعمل في الإِخفاء دون الإِظهار إلا بدليل. {هَلْ هَذَآ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} إنكاراً منهم لتميزه عنهم بالنبوة. {أَفَتأتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} ويحتمل وجهين: أحدهما: أفتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر. الثاني: أفتعدلون إلى الباطل وأنتم تعرفون الحق. قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أهاويل أحلام رآها في المنام , قاله مجاهد. الثاني: تخاليط أحلام رآها في المنام , قاله قتادة , ومنه قول الشاعر:
89 (كضعث حلمٍ غُرَّ منه حالمه.} 9
الثالث: أنه ما لم يكن له تأويل , قاله اليزيدي. وفي الأحلام تأويلان: أحدهما: ما لم يكن له تأويل ولا تفسير , قاله الأخفش. الثاني: إنها الرؤيا الكاذبة , قاله ابن قتيبة , ومنه قول الشاعر:
(أحاديث طسم أو سراب بفدفَدٍ ... ترقوق للساري وأضغاث حالم)

الصفحة 437