كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

تطوف وتبكي , وأيوب يراها وتراه فلا تعرفه فلما سألته عنه وكلمته فعرفته , ثم إن الله رحمها لصبرها معه على البلاء , فأمره أن يضربها بضِغث ليبّر في يمينه , قاله ابن عباس. وكانت امرأته ماخيرا بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب. {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وءَاتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ}. قال ابن مسعود: رد الله إليه أهله الذين أهلكهم بأعيانهم , وأعطاه مثلهم معهم. قال الفراء كان لأيوب سبع بنين وسبع بنات فماتواْ في بلائه , فلما كشف الله ضره رَدّ عليه بنيه وبناته وولد له بعد ذلك مثلهم , قال الحسن: وكانوا ماتوا قبل آجالهم فأحياهم الله فوفاهم آجالهم , وأن الله أبقاه حتى أعطاهم من نسلهم مثلهم.
{وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين} قوله تعالى: {وَذَا الْكِفْلِ} فيه قولان: أحدهما: أنه لم يكن نبياً وكان عبداً صالحاً كُفِلَ لنبي قيل إنه اليسع بصيام النهار وقيام الليل , وألا يغضب , ويقضي بالحق , فوفى به فأثنى الله عليه , قاله أبو موسى , ومجاهد , وقتادة. الثاني: أنه كان نبياً كفل بأمر فوفى به , قاله الحسن. وفي تسميته بذي الكفل ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه كان ... .

الصفحة 464