كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)
قوله عز وجل: {إنا أنزلناه قرآناً عربياً} فيه وجهان: أحدهما: إنا أنزلنا الكتاب قرآناً عربياً بلسان العرب , وهو قول الجمهور. الثاني: إنا أنزلنا خبر يوسف قرآناً , أي مجموعاً عربياً أي يعرب عن المعاني بفصيح من القصص وهو شاذ. {لعلكم تعقلون}. {نحن نقص عليك أحسن القصص} أي نبين لك أحسن البيان , والقاصّ الذي يأتي بالقصة على حقيقتها.
{إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} قوله عز وجل: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحَدَ عشر كوكباً والشمس والقمر} فيه قولان: أحدهما: أنه رأى إخوته وأبويه ساجدين له فثنى ذكرهم , وعنى بأحد عشر كوكباً إخوته وبالشمس أباه يعقوب , وبالقمر أمه راحيل رآهم له ساجدين , فعبر عنه بما ذكره , قاله ابن عباس وقتادة. الثاني: أنه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له فتأول الكواكب إخوته , والشمس أباه , والقمر أمه , وهو قول الأكثرين. وقال ابن جريج: الشمس أمه والقمر أبوه , لتأنيث الشمس وتذكير القمر. وروى السدي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصفحة 6
477