كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

الثاني: من مسيرة ثمانية أيام , قاله ابن عباس. الثالث: من مسيرة ستة أيام , قاله مجاهد. وكان يعقوب بأرض كنعان ويوسف بمصر وبينهما ثمانون فرسخاً , قاله قتادة. قوله عز وجل: {قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم} فيه أربعة تأويلات: أحدها: أي في خطئك القديم , قاله ابن عباس وابن زيد. الثاني: في جنونك القديم , قاله سعيد بن جبير. قال الحسن: وهذا عقوق. الثالث: في محبتك القديمة , قاله قتادة وسفيان. الرابع: في شقائك القديم , قاله مقاتل , ومنه قول لبيد:
(تمنى أن تلاقي آل سلمى ... بحطمة والمنى طرف الضِّلال)
وفي قائل ذلك قولان: أحدهما: بنوه , ولم يقصدوا بذلك ذماً فيأثموا. والثاني: بنو نبيه وكانوا صغاراً.
{فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم} قوله عز وجل: {فلما أن جاء البشير} وفي قولان: أحدهما: شمعون , قاله الضحاك. الثاني: يهوذا. سمي بذلك لأنه أتاه ببشارة. {ألقاه على وجهه} يعني ألقى قميص يوسف على وجه يعقوب. {فارتدَّ بصيراً} أي رجع بصيراً , وفيه وجهان: أحدهما: بصيراً بخبر يوسف. الثاني: بصيراً من العمى. {قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون} فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: إني أعلم من صحة رؤيا يوسف ما لا تعلمون.

الصفحة 78