كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

{ذلك من أنباء الغيب} يعني هذا الذي قصصناه عليك يا محمد من أمر يوسف من أخبار الغيب. {نوحيه إليك} أي نعلمك بوحي منا إليك. {وما كنت لديهم} أي إخوة يوسف. {إذ أجمعوا أمرهم} في إلقاء يوسف في الجب. {وهم يمكرون} يحتمل وجهين: أحدهما: بيوسف في إلقائه في غيابة الجب. الثاني: يعقوب حين جاؤوا على قميصه بدم كذب.
{وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون} قوله عز وجل: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} فيه خمسة أوجه: أحدها: أنه قول المشركين الله ربنا وآلهتنا ترزقنا , قاله مجاهد. الثاني: أنه في المنافقين يؤمنون في الظاهر رياء وهم في الباطن كافرون بالله تعالى , قاله الحسن. الثالث: هو أن يشبه الله تعالى بخلقه , قاله السدي. الرابع: أنه يشرك في طاعته كقول الرجل لولا الله وفلان لهلك فلان , وهذا قول أبي جعفر. الخامس: أنهم كانوا يؤمنون بالله تعالى ويكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم , فلا يصح إيمانهم حكاه ابن الأنباري.
{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} قوله عز وجل: {قل هذه سبيلي} فيها تأويلان:

الصفحة 87