كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

(أُحبُّهُ والذي أرسى قواعده ... حُبًّا إذا ظهرت آياتُه بطنا)
قال عطاء: أول جبل وضع على الأرض أبو قبيس. {وأنهاراً} وفيها من منافع الخلق شرب الحيوان ونبات الأرض ومغيض الأمطار ومسالك الفلك. {ومِنْ كُلِّ الثمرات جعل فيها زوجين اثنين} أحد الزوجين ذكر وأنثى كفحول النخل وإناثها , كذلك كل النبات وإن خفي. والزوج الآخر حلو وحامض , أو عذب ومالح , أو أبيض وأسود , أو أحمر وأصفر , فإن كل جنس من الثمار ذو نوعين , فصار كل ثمر ذي نوعين زوجين , وهي أربعة أنواع. {يغشي الليل النهار} معناه يغشي ظلمةَ الليل ضوءَ النهار , ويغشي ضوء النهار ظلمة الليل. قوله عز وجل: {وفي الأرض قطعٌ متجاورات} فيه وجهان: أحدهما: أن المتجاورات المدن وما كان عامراً , وغير المتجاورات الصحارى وما كان غير عامر. الثاني: أي متجاورات في المدى , مختلفات في التفاضل. وفيه وجهان: أحدهما: أن يتصل ما يكون نباته مراً. الثاني: أن تتصل المعذبة التي تنبت بالسبخة التي لا تنبت , قاله ابن عباس. {وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان} فيه أربعة أوجه: أحدها: أن الصنوان المجتمع , وغير الصنوان المفترق , قاله ابن جرير. قال الشاعر:
(العلم والحلم خُلّتا كرَمٍ ... للمرءِ زين إذا هما اجتمعا)
(صنوانٍ لا يستتم حسنها ... إلا بجمع ذا وذاك معا)

الصفحة 93