كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 3)

{ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قوله عز وجل: { ... إنما أنت منذر} يعني النبي صلى الله عليه وسلم نذير لأمته {ولكل قومٍ هادٍ} فيه ستة تأويلات: أحدها: أنه الله تعالى , قاله ابن عباس وسعيد بن جبير. الثاني: ولكل قومٍ هادٍ أي نبي يهديهم , قاله مجاهد وقتادة. الثالث: ولكل قوم هاد معناه ولكل قوم قادة وهداة , قاله أبو صالح. الرابع: ولكل قوم هاد , أي دعاة , قاله الحسن. الخامس: معناه ولكل قوم عمل , قاله أبو العالية. السادس: معناه ولكل قوم سابق بعلم يسبقهم إلى الهدى , حكاه ابن عيسى.
{الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال} قوله عز وجل: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى} قال ابن أبي نجيح يعلم أذكر هو أم أنثى. ويحتمل وجهاً آخر: يعلم أصالح هو أَم طالح. {وما تغيض الأرحام وما تزداد} فيه خمسة تأويلات: أحدها: {وما تغيض الأرحام} بالسقط الناقص {وما تزداد} بالولد التام , قاله ابن عباس والحسن. الثاني: {وما تغيض الأرحام} بالوضع لأقل من تسعة أشهر , {وما تزداد} بالوضع لأكثر من تسعة أشهر , قاله سعيد بن جبير والضحاك. وقال الضحاك: وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين وولدتني وق خرجت سني. الثالث: {وما تغيض الأرحام} بانقطاع الحيض في الحمل {ما تزداد} بدم النفاس بعد الوضع. قال مكحول: جعل الله تعالى دم الحيض غذاء للحمل. الرابع: {وما تغيض الأرحام} بظهور الحيض من أيام على الحمل , وفي ذلك

الصفحة 96