كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 3)

السين، وفي رواية لابن ماجه "فلما بلغ ذكر عيسى وأمه أخذته سعلة - أو قال - شهقة" وفي رواية "شرقة" بفتح الشين وسكون الراء وفتح القاف.
(فحذف فركع) قال الحافظ ابن حجر: "فحذف" أي ترك القراءة.
{(والليل إذا عسعس)} أي بالسورة التي فيها {والليل إذا عسعس} وهي سورة التكوير، قال جمهور أهل اللغة: معنى عسعس الليل أدبر، كذا نقله صاحب المحكم عن الأكثرين، ونقل القراء إجماع المفسرين عليه. قال: وقال آخرون: معناه أقبل وقال آخرون: هو من الأضداد، يقال إذا أقبل، وإذا أدبر.
{(والنخل باسقات)} أي طويلات.
{(لها طلع نضيد)} قال النووي: قال أهل اللغة والمفسرون: معناها منضود متراكب بعضه فوق بعض. قال ابن قتيبة: هذا قبل أن ينشق فإذا انشق كمامه وتفرق فليس هو بعد ذلك بنضيد.
(وربما قال) "ق" (والنخل باسقات لها طلع نضيد) هي الآية العاشرة من سورة "ق" فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ "ق" ويصل الآية المذكورة وما بعدها، فالإخبار بـ "ق" صحيح والإخبار بهذه الآية أو غيرها من سورة "ق" صحيح وليس مراد الراوي بيان عدد الآيات المقروءة من السورة، فعدد آيات "ق" خمس وأربعون آية، والظاهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ السورة في ركعتين كما يفهم من الروايات التالية.
(وكان صلاته بعد تخفيفا) أي بعد القراءة، فلم يكن يطيل في الركوع والسجود مثلا فوق ما يتحمل المأمومون.
(وفي الصبح أطول من ذلك) هذه الجملة هي التي أدخلت الحديث تحت الترجمة والباب. "وأطول" وإن كانت تحتمل طوال السور إلا أن المراد ما يلي السورة المذكورة في الطول.
(من الستين إلى المائة) "من الستين" كحد أقل، وإلى "المائة" كحد أعلى، وهذا بيان لبعض حالاته صلى الله عليه وسلم، وكل راو عبر عن أكثر ما شاهد، والظاهر أن هذا العدد مقسوم على الركعتين.
(عن ابن عباس قال: إن أم الفضل بنت الحارث) هي والدة ابن عباس الراوي عنها، وكان الظاهر أن يقول: أمي دون ذكر اسمها، ولكن الإسلام وقد رفع من شأن المرأة جعل المسلمين لا يستنكفون ذكر أسماء النساء، بل يجدون في ذلك فخرا وبرا، وخصوصا إذا كان الاسم مشتهرا أو مشعرا بالمدح، وقد جاء الجمع بين ذكر الأمومة واسمها في رواية الترمذي وفيها "عن ابن عباس عن أمه أم الفضل" واسمها لبابة بنت الحارث، كنيت بابنها الفضل بن العباس، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال: إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة، والصحيح أن أخت عمر سبقتها إلى الإسلام.

الصفحة 18