كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 3)

عليها. وقيل: للنبي صلى الله عليه وسلم وقيل: هو في "سمع" و"رفع" إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي "قال" لجبريل عليه السلام، وليس بالعكس لأن كون النبي صلى الله عليه وسلم هو المستغرب وجبريل هو المفسر أولى من أن يستغرب جبريل ويفسر له النبي صلى الله عليه وسلم.
(أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك) أي لم يؤت ثوابهما الخاص بقراءتهما، وإلا فغيرهما من القرآن لم يؤته نبي قبله.
(أن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) المراد بالحرف الطرف والجزء، وكني به عن الجملة، أي لن تقرأ بجملة منهما إلا أعطيت ما تضمنته؛ وإن كانت دعاء أجبت، وإن كانت ثناء أعطيت الثواب.
(كفتاه) شر الإنس والجن، أو كفتاه عن قيام الليل، أو كفتاه من الآفات. وسيأتي بقية للمراد في فقه الحديث.
(عصم من الدجال) التعريف في "الدجال" للعهد، وهو الذي يخرج آخر الزمان. وقيل: يجوز أن تكون للجنس، لأن الدجال من يكثر منه الكذب والتلبيس، وفي الحديث: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون مموهون". وقيل: كما عصم الله فتية الكهف من ذلك الجبار، كذلك يعصم قارئها من كل جبار.
(ليهنك العلم أبا المنذر) في القاموس: وهنأه قال له: ليهنئك، وهنأه تهنئة وتهنيًا. اهـ. وفي الحديث حذفت الهمزة تخفيفًا، والمعنى ليكن العلم هنيئًا لك. والهنيء ما أتاك بلا مشقة وكان سائغًا، فهو هنا دعاء بتيسير العلم عليه وكونه من أهله.
(أيعجز أحدكم) في القاموس: عجز كضرب وسمع. فهو هنا بكسر الجيم وفتحها.
(احشدوا) أي اجتمعوا، من حشد القوم لفلان إذا تأهبوا واجتمعوا له.
(إني أرى هذا خبر جاءه من السماء) "أرى" بضم الهمزة بمعنى أظن تنصب مفعولين، مفعولها الأول اسم الإشارة، وكأن الظاهر أن لفظ "خبر" مفعولها الثاني فيكون منصوبًا، ولكنه جاء مرفوعًا في جميع النسخ وفي رواية الترمذي، ويمكن توجيهه على أن جملة "خبر جاءه من السماء" مقصود لفظها وحكايتها في محل نصب مفعول ثان لأرى على احتمال أن البعض قال: سبب التعجل والدخول تذكر أمر في البيت. وقال البعض: قضاء حاجة. وقال البعض: خبر جاء من السماء. فقال قائلنا: إني أظن هذا السبب جملة: "خبر جاءه من السماء"، كما تقول: أظن الذي نزل أولاً: {ويل للمطففين} واللَّه أعلم.
(فيختم بـ {قل هو الله أحد}) أي يختم بها قراءته، أي يقرأ بها بعد الفاتحة في آخر ركعة.
(ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط) الرؤية المراد منها العلم والاستفهام تقريري

الصفحة 622