كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 3)

الدارجة. ولكن عدد التلاميذ كان متواضعا إذا قيس بأعدادهم في الابتدائي، مما يدل على أن بعض الفرنسيين كانوا يرسلون أولادهم إلى فرنسا للدراسة الثانوية الحقيقية. وإليك هذا النموذج لاعداد تلاميذ الثانوية سنة 1849 (¬1):
السنة ... عدد التلاميذ
1847 ... 165
1848 ... 167
1849 ... 204
1850 ... 226
وكانت الدراسة في ثانوية الجزائر هي نفسها في ثانويات فرنسا حتى قيل أنه لا يجند إليها من المعلمين إلا حملة التبريز، كما أن المستوى والبرنامج وطريقة الانتقال كانت واحدة أيضا هنا وهناك، حسب الملاحظين.
لكن الثانوية الحقيقية (الليسيه) التي أسسها الفرنسيون في الجزائر هي الثانوية التي سميت في وقت لاحق باسم المارشال بوجو. وقد افتتحت في الستينات من القرن الماضي. وقد ذكرنا في فصل المعالم الإسلامية والأوقاف أن هذه الثانوية قد أكلت معها جبانة المسلمين في باب الواد وعددا من المساجد والمدارس التي كانت في المكان الذي أقيمت فيه، وهي الثانوية التي تدعى الآن (ثانوية الأمير عبد القادر). هذه الثانوية قد بنيت على أنقاض
¬__________
(¬1) السجل (طابلو)، 1846 - 1849، ص 189 - 190. بالنسبة لخريطة مديرية التربية نلاحظ أنها كانت تشرف على قطاعات التعليم كلها، عدا التعليم الإسلامي، الذي
بقي تحت إشراف الحاكم العام. وسلطتها تشمل الأقاليم الثلاثة (الجزائر، وهران، قسنطينة). ويساعد مدير التربية مفتش أكاديمي، وبالنسبة لمصلحة التعليم الابتدائي هناك مفتش خاص بها، يساعده مفتشون يقيم الأول في الجزائر والثاني في وهران والثالث في قسنطينة. انظر السجل، سنة 1846 - 1849، ص 189.

الصفحة 300