بث الأفكار الفرنسية في الأهالي، أما المعلم الأهلي فلن يكون له ذلك الحماس. ومن جهة أخرى فإن المعلم الفرنسي يحمل شهادات معينة تؤهله للتعليم، أما المعلم الجزائري فلا يحمل أكثر من الشهادة الابتدائية (¬1)، إلى غير ذلك من الفروق التي تجعل التعليم ضعيف المستوى ولا يحقق هدف مرسوم سنة 1892 في نظرهم.
وها نحن نذكر بعض الإحصاءات التي تنتهي بنا إلى سنة 1921. فبين 1959 ونهاية الحرب العالمية الأولى بنيت بعض المدارس والأقسام وازداد عدد التلاميذ في الابتدائي، ولكن ليس بالشكل الذي كان مخططا له، إما لظروف الميزانية التي ذكرناها واستمرار العراقيل، وإما لظروف الحرب التي كادت توقف بناء الأقسام والمدارس، وإما للأزمة الاقتصادية التي تولدت عن الحرب مباشرة. وهذه هي بعض الأرقام، كما أوردها السيد إيمانويل بوجيجا:
السنة ... المدارس ... التلاميذ (الأهالي)
1959 ... 286 ... 33.887
1915 ... 301 ... 34.811
1914 ... 452 ... 43.270
1919 ... 474 ... 33.747 (¬2)
1920 أضيف 24 مدرسة، ووجود 916 يقصدها حوالي 35.295
1921 لم تضف مدارس جديدة، لكن الأقسام بلغت 925، ومجموع التلاميذ هو 36.262.
¬__________
(¬1) بوجيجا، مرجع سابق، 62.
(¬2) يرجع الانخفاض كما قيل، إلى عدم بناء المدارس خلال الحرب. ولوحظ أيضا أن الأرقام أصبحت تؤخذ لعدد التلاميذ الحاضرين في اليوم الذي تحدده مديرية التربية وليس عدد المسجلين. كما لوحظ أن المواظبة أكثر من السابق، انظر بوجيجا، مرجع سابق، ص 61 - 62.