المتجنسين بالجنسية الفرنسية (¬1).
وبناء على هذا الإصلاح تناقص عدد التلاميذ في المدارس الشرعية - الفرنسية خلال سنوات 1877، 1878 وإلى 1891. فقد كان مثلا عددهم أكثر من 50 تلميذا في تلمسان خلال سنوات 1860 - 1882 فإذا به ينحدر إلى أقل من 40 سنة 1882 ثم إلى 21 فقط سنة 1890، و 1881 (¬2). ويذكر بوليو أن العدد في المدارس الثلاث قد انخفض إلى 78 فقط سنة 1878، أي بمعدل 29 تلميذا لكل مدرسة (¬3). وقد حدد الإصلاح الجديد عمر الدخول للتلاميذ بـ 18 إلى 25 سنة. وقبل الدخول كان على المترشح أن يمثل أمام لجنة الاختبار، وبعد ذلك يظهر اسمه في قائمة المقبولين التي تقدم للحاكم العام نفسه ليختار منها من يرغب فيه. ويكون ذلك بعد دراسة دقيقة لملف المترشح ووضع أهله السياسي والاجتماعي وسيرتهم وعلاقتهم بالفرنسيين ماضيا وحاضرا. كما أن الحاكم العام هو الذي يسمى المدرسين والمفتشين. ويقدم المفتش تقاريره إلى مدير التعليم. وفي القرارات التنظيمية اللاحقة
¬__________
(¬1) عن المراسيم والقرارات الخاصة بالإصلاح المذكور انظر جريده (المبشر) عدد 12 مايو، 1877. وهو نص أمضاه الحاكم العام شانزي، ويتضمن النواحي الإدارية والرواتب والبرنامج، وكذلك (لائحة ما تجب معرفته على طالبي وظائف الشريعة الإسلامية) وهي لائحة مفصلة في نفس الجريدة عدد 11 غشت، 1877. انظر أعداد نوفمبر 1876 من الجريدة المذكورة.
(¬2) يذكر بيل (مؤتمر ...)، ص 221، أن سنتي 1877، 1878 انخفض فيها عدد التلاميذ إلى ما دون الخمسين. وظل دون الأربعين منذ 1882، بينما سبق له أن وصل إلى 62 سنة 1868 (سنة المجاعة). ويجب ألا يغيب عن الأذهان أن هناك فرقا بين عدد المسجلين وعدد الدائمين، الذي لم يكن يتجاوز 15 - 20. وجاء في إحصاء ذكره بوليو أن سنة 1879 قد عرفت ارتفاعا في أعداد التلاميذ، فبلغت 128 تلميذا، موزعين هكذا: الجزائر: 26، تلمسان 45، قسنطينة 27، أما في سنة 1882 فقد وصل العدد إلى 96. وتوزع التلاميذ هكذا: الجزائر 43، تلمسان 24، قسنطينة 29. انظر بوليو، ص 265.
(¬3) بوليو، مرجع سابق، ص 265.