كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 3)

والإسلامي في الزخرفة.
ونفس عملية الإحياء والتجويد وقعت مع الصناعات النحاسية. فدمجوا الطراز السوري مع الطراز المحلي، وأصبح هذا النوع المولد من برنامج الورشات. وذكر جان ميرانت أنه وقع اللجوء إلى المواد الكيمياوية في الألوان، وأن الأكاديمية قد أنشأت مدرسة للصباغة وكلفت السيد دلاييه بالإشراف عليها. وكانت الأصواف مثلا تعطى للورشات بعد صباغتها. واعترف ميرانت أن الفن البربري والعربي قد أصابه الذبول نتيجة الإهمال والتدهور واختلطت ألوانه وفقد أصالته، غير أن عملية الإنعاش، في نظره، قد أعطت نتائج طيبة. وقد عرفنا أن الورشات التي أنشئت منذ القرن الماضي كانت تعلم بعض الفرنسية والتأثيرات الحضارية الأخرى، بالإضافة إلى الحساب والطرز والخياطة ونسيج الزرابي. واشتهرت بذلك ورشات العاصمة وقسنطينة (حيث كان يجري الطرز بالفضة على الحرير) وشلالة وبجاية (¬1). وإليك الآن بعض الإحصاءات. ففي سنة 1882 هناك مدرستان فقط للبنات في الجزائر كلها. و 358 بنتا يتعلمن (¬2). وفي 1906 كان للبنات سبع مدارس (¬3). وفي سنة 1907 أصبحت تسع مدارس ولها خمسة عشر قسما، إضافة إلى ثلاث مدارس حرة (مهنية؟). وكانت جميعا تضم 2.181 بنتا، وكلهن في المستوى الابتدائي (¬4)، ولا وجود للفتاة المسلمة في المتوسطات أو الثانويات. وفي 1930 (بعد قرن من الاحتلال) كان عدد البنات المسلمات في التعليم الابتدائي الفرنسي قد وصل إلى 6.712 حسب الإحصاء الرسمي (¬5). ثم وصل العدد إلى 8.330 سنة 1936، هذا في
¬__________
(¬1) جان ميرانت (كراسات)، ص 51 - 53. انظر أيضا أوغسطين بيرك (الجزائر بلاد الفن والتاريخ)، ومساهمته في كراسات الاحتفال المئوي.
(¬2) بوليو، مرجع سابق، 258 - 259.
(¬3) بول بيرنار (التعليم الابتدائي الأهلي ..)، مرجع سابق، R.M.M (1906) ص 21.
(¬4) مارسية (مؤتمر ..)، مرجع سابق، ص 803.
(¬5) جان ميرانت (كراسات ..)، مرجع سابق، ص 95.

الصفحة 450