كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 3)

ويشترط فيقول: اللهم إني أريد النسك الفلاني فيسر لي وتقبله مني وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.
ـــــــ
وعبادة محضة فافتقر إليها كالصلاة ونية النسك كافية نص عليه.
وفي "الانتصار" رواية مع تلبية أو سوق هدي اختاره الشيخ تقي الدين وجه الأول أنه عبادة بدنية ليس في آخرها نطق واجب فكذا أو لها كالصوم بخلاف الصلاة وأما الهدي فإيجاب مال كالنذر ورفع الصوت بها لا يجب فكذا تابعه ولو سلم فهو للندب وفي "الفروع": يتوجه احتمال تجب التلبية.
فرع إذا نطق بغير ما نواه فالعبرة بالمنوي لا بما سبق لسانه حكاه ابن المنذر إجماع من يحفظ عنه.
"و" يستحب أن "يشترط" لقوله عليه السلام لضباعة بنت الزبير حين قالت له إني أريد الحج وأجدني وجعة فقال: "حجي واشترطي وقولي اللهم محلي حيث حبستني" متفق عليه. واستحبه الشيخ تقي الدين للخائف خاصة جمعا بين الأدلة.
"فيقول" هذا راجع إلى تعيين النسك وعبارة المحرر أولى "اللهم إني أريد النسك الفلاني فيسره لي وتقبله مني" ولم يذكروا مثل هذا في الصلاة لقصر مدتها وتيسيرها عادة " وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني" لقول عائشة لعروة قل اللهم إني أريد الحج فإن تيسر وإلا فعمرة ويستفيد به أنه متى حبس بمرض أو عذر أو خطأ في طريق وغيره حل ولا شيء عليه نص عليه لكن قال في "المستوعب" وغيره: إلا أن يكون معه هدي فيلزمه نحره فلو قال فلي أن أحل خير ولو شرط أن يحل متى شاء أو إن أفسده لم يقضه لم يصح ذكره القاضي وغيره لأنه لا عذر له في ذلك وقيل يصح اشتراطه بقلبه لأنه تابع للإحرام وينعقد بالنية فكذا هو.
فرع يبطل إحرامه ويخرج منه بردته لا بجنون وإغماء وسكر كموت.

الصفحة 55