كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 3)
والتلبية سنة ويستحب رفع الصوت بها والإكثار منها
ـــــــ
وقيل معناه إجابة دعوة إبراهيم حين نادى بالحج وقيل محمد والأشهر أنه الله تعالى وكسر همزة "إن" أولى عند الجماهير وحكي الفتح عن آخرين. قال ثعلب من كسر فقد عم يعني حمد الله على كل حال ومن فتح فقد خص أي لأن الحمد لك.
وظاهره أنه لا تستحب الزيادة عليها ولا تكره نص عليه لقول ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على ذلك وفي "الإفصاح": تكره الزيادة وقيل له الزيادة بعدها لا فيها فإن كان أخرس أو مريضا استحب أن يلبي عنهما نقله ابن إبراهيم قال جماعة ويلبي عن مجنون ومغمى عليه زاد بعضهم ونائم وليس بظاهر.
"والتلبية سنة"، لفعله عليه السلام ولأنها ذكر فيه فلم تجب كسائر الأذكار.
"ويستحب رفع الصوت بها"، لخبر السائب بن خلاد مرفوعا: "أتاني جبريل يأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية" رواه الخمسة وصححه الترمذي وعن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الحج أفضل قال: "العج والثج" وفيه عبد الرحمن بن يربوع وهو مختلف فيه فالعج رفع الصوت بالتلبية والثج إسالة الدماء بالنحر ويستثني منه مساجد الحل وأمصاره وطواف القدوم والسعي بعده فلا يستحب إظهاره والمنقول عن أحمد إذا أحرم في مصره لا يعجبني أن يلبي حتى يبرز لقول ابن عباس واحتج القاضي وأصحابه أن إخفاء التطوع أولى خوف الرياء على من لا يشاركه في تلك العبادة بخلاف البراري وعرفات ومكة والحرم.
"والإكثار منها" لخبر سهل بن سعد: "ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا" رواه ابن ماجه وفيه إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهو ضعيف عندهم وهو للترمذي