كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 3)
والشيح والخزامي وفي شم الريحان والنرجس والورد والبنفسج والبرم ونحوها والادهان غير مطيب في رأسه روايتان
ـــــــ
والسفرجل ونحوه "والشيح والخزامي" من نبات الصحراء وكذا ما ينبته آدمي لغير قصد الطيب كحناء وعصفر لأنه ليس بطيب ولا يتخذ منه طيب ولا يسمى متطيبا عادة وكذا له شم قرنفل ودار صيني ونحوهما.
"وفي شم الريحان" هذا شروع في بيان حكم ما ينبته الآدمي لقصد شمه ولا يتخذ منه طيب كريحان فارسي ومحل الخلاف فيه وهو معروف بالشام ومكة والعراق وأما عند العرب فالريحان هو الآس ولا فدية في شمه قطعا "والنرجس" وهو أعجمي معرب "والبنفسج" وهو معرب أيضا "والورد والبرم" بفتح الباء والراء هو العضاه الواحد برمة "ونحوها"، كنمام ومرزجوش وفي ذلك روايتان إحداهما يباح اختاره أكثر الأصحاب وهو قول عثمان وابن عباس لأنه إذ يبس ذهبت رائحته أشبه نبت البرمة فعليها لا فدية فيه لإباحته والثانية يحرم لقول جابر لا يشمه رواه الشافعي وكرهه ابن عمر قاله أحمد لأنه يتخذ للطيب كالورد فحينئذ تجب الفدية ولكن ما ينبته الآدمي تارة يتخذ منه طيب كالورد والبنفسج والياسمين وهو الذي يتخذ منه الزئبق فالأشهر يحرم ويفدي اختاره القاضي والمؤلف وغيرهما كماء الورد وتارة لا يتخذ منه طيب كالريحان فاختار الأكثر إباحته وماء الريحان كهو. وفي "الفصول": احتمال بالمنع كماء ورد وقيل عكسه.
"والأدهان بدهن غير مطيب" كزيت وسيرج "في رأسه روايتان" أنصهما: له فعله قدمه في "المحرر" و"الفروع" لأنه عليه السلام فعله رواه أحمد والترمذي وغيرهما من حديث ابن عمر من رواية فرقد السبخي وهو ضعيف عندهم وذكره البخاري عن ابن عباس لعدم الدليل والثانية المنع ويفدي ذكر القاضي أنها اختيار الخرقي كالمطيب ولأنهما أصل الادهان ولم يكتسب الدهن إلا الرائحة ولا أثر لها منفردة ومنع القاضي ذلك وهو