كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 3)

عن بن المنكدر أن أبا بكر شرب لبنا فقيل له إنه من الصدقة فتقيأه وقال سعيد بن منصور انا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه عن سليمان بن يسار أن بن أبي ربيعة جاء بصدقات تسعى عليها فلما كان بالحرة خرج إليه عمر بن الخطاب فقرب إليه تمرا ولبنا وزبدا فأكلوا وأبى عمر أن يأكل منه فقال له بن أبي ربيعة والله أصلحك الله إنا نشرب ألبانها قال إني لست كهيئتك إنك تتبع أذنابها وتعمل فيها
حديث أبي بكر أنه أعطى عدي بن حاتم كما أعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم أما إعطاء النبي صلى الله عليه و سلم لعدي فتقدم أنه لا يعرف أما إعطاء أبي بكر له فذكره الشافعي والبيهقي من طريقه قال الذي أحفظ فيه من متقدمي الأخبار أن عدي بن حاتم جاء إلى أبي بكر بثلاثمائة من صدقات قومه فأعطاه منها ثلاثين لكن ليس في الخبر إعطاءه إياها من أين غير أن الذي يكاد أن يعرف بالاستدلال أنه أعطاه إياها من سهم المؤلفة ليزيده رغبة فيما صنع وليتألف من قومه من لا يثق منه بما وثق به من عدي انتهى وذكر أبو الربيع بن سالم في السيرة له أن عديا لما أسلم وأراد الرجوع إلى بلاده اعتذر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الزاد وقال ولكن ترجع فيكون خير فذلك أعطاه الصديق ثلاثين من إبل الصدقة
حديث أن مشركا جاء إلى عمر يلتمس منه مالا فلم يعطه وقال من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وهذا الأثر لا يعرف وقد ذكره الغزالي في الوسيط وزاد إنا لا نعطي على الإسلام شيئا وذكره أيضا صاحب المهذب وعزاه النووي إلى تخريج البيهقي وليس فيه إلا قصة الأقرع وعيينة مع أبي بكر وعمر حين سألا أبا بكر أن يقطع لهما وفيه تخريق عمر الصحيفة وقوله لهما إن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل وإن الله قد أعز الإسلام فاذهبا لكن في تفسير الطبري نا القاسم نا الحسين نا هشيم عن عبد الرحمن بن يحيى عن حبان بن أبي جبلة قال قال عمر وقد أتاه عيينة بن حصن الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يعني ليس اليوم مؤلفة وروى الطبري من طريق العشبي قال لم يبق في الناس اليوم من المؤلفة أحد إنما كانوا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأخرج عن الحسن نحوه
حديث بعث معاذ وفيه وأنبئهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم الحديث تقدم

الصفحة 113