كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 3)

أيضا من طريق بن إسحاق أن عليا أسلم وهو بن عشر سنين وقال بن أبي خيثمة أخبرنا قتيبة أخبرنا الليث عن أبي الأسود عمن حدثه أن عليا أسلم وهو بن ثمان سنين وأما ما روي عن الحسن أن عليا كان له حين أسلم خمس عشرة سنة فقد ضعفه بن الجوزي لاتفاقهم على أنه لما مات لم يجاوز ثلاثا وستين واختلف فيما دونها فلو صح قول الحسن لكان عمره ثمانيا وستين قلت قد قيل إن عمره كان خمسا وستين فإذا قلنا بما رواه ربيعة عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم أقام بمكة بعد المبعث عشر سنين فيتخرج قول الحسن على وجه من الصحة وإن كان الأصح غيره وقال البيهقي يحتمل أن يكون قول الصبي المميز في أول البعثة كان محكوما بصحته ثم ورد الحكم بغير ذلك وأما على قول الحسن فلا إشكال وأغرب من ذلك قول جعفر بن محمد عن أبيه أنه لما مات كان عمره ثمانيا وخمسين سنة فإن قلنا بالمشهور كان عمره عند المبعث خمس سنين أو ست وإن قلنا بقول ربيعة عن أنس كان بن ثمان أو تسع والله اعلم واحتج البيهقي على صحة إسلام الصبي بحديث أنس كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه و سلم الحديث وفيه أنه مرض فعرض عليه الإسلام فأسلم وأخرجه البخاري وبحديث بن عمر أنه عرض الإسلام على بن صياد وهو لم يبلغ الحلم متفق عليه وبحديث مروهم بالصلاة لسبع أخرجه أصحاب السنن وقد تقدم
حديث عمر أنه استشار الصحابة في نفقة اللقيط فقالوا في بيت المال وكذا أورده الماوردي في الحاوي والشيخ في المهذب ولم يقف له على أصل وإنما يعرف ما تقدم من قصة أبي جميلة أن عمر قال وعلينا نفقته من بيت المال لكن لم ينقل أن أحدا من الصحابة أنكر عليه
حديث أن عمر قال لغلام ألحقه القافة بالمتنازعين معا انتسب إلى أيهما شئت الشافعي ومن طريقه البيهقي عن أنس بن عياض عن هشام عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن رجلين تداعيا ولدا فدعا له عمر القافة فقالوا لقد اشتركا فيه فقال عمر وال أيهما شئت ورواه البيهقي من طريق أخرى عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه فوصله ورواه مالك في الموطأ والشافعي عنه عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن عمر نحوه ورواه البيهقي من وجه آخر عن سليمان بن يسار عن عمر بقصة مطولة

الصفحة 78