كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 3)

"قلت لأبي عبد الله البخاري: شعيب والِدُ عمرو سمع من عبد الله بن عَمرو؟ " قال: "نعم". قال. "قلت له: فعَمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه يتكلّم الناس فيه؟ ". فقال: "رأيتُ عليَّ بن المديني وأحمدَ بن حنبل والحميديَّ وإسحاقَ بن راهويه يَحتَجُّون به". قلت: "فمَن يتكلَّمُ فيه يقول ماذا؟ " قال: "يقولون: عَمرو بن شعيب أَكثَرَ ونحوَ هذا". ذكره الدارقطني في البيوع من كتاب السنن (١).
وذكر السَّاجي عن أحمد بن حنبل أنّه قال: "إنّا نَكتبُ حديثَه وربَّما احتَجَجْنا به وربَّما وَجَسَ في القلبِ منه شيءٌ" (٢).
---------------
= من تحت- المروزي. مات سنة (٣٠٠ هـ).
ذكره الذهبي في الميزان (١/ ٨٦) وقال: "أحمد بن تميم بن عباد عن رجل عن ابن عيينة بخبر منكر. وعنه القاسم بن القاسم السياري. قال الحاكم- وروي حديثه- فقال: الحمل فيه عليه". وانظر: توضيح المشتبه (٨/ ١٢٨).
(١) السنن (٣/ ٥٠).
والسند إلي قول البخاري ضعيف، لكن نقل الترمذي في السنن (٢/ ١٤٠) عن شيخه البخاري نحوه، وفي آخره قال البخاري: "وقد سمع شعيب بن محمد من جده عبد الله بن عمرو. قال أبو عيسى: ومن تكلم في حديث عمرو بن شعيب إنَّما ضعّفه؛ لأنَّه يحدّث عن صحيفة جدّه، كأنّهم رأوا أنّه لم يسمع هذه الأحاديث من جدّه". وانظر: العلل الكبير (١/ ٣٢٥). وسيأتي نقل كلام الإمام البخاري من طريق أبي داود أيضًا.
(٢) نقولات من كتاب الضعفاء للساجي (ص: ١٦٦). ونقلها ابن أبي يعلي من خط ابن شاقلا في ترجمة أحمد بن علي الوراق كما في طبقات الحنابلة (١/ ٣١٠).
وهي كذلك رواية الأثرم عن أحمد كما في الجرح والتعديل (٦/ ٢٣٨).
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذُكر له عمرو بن شعيب فقال: "أصحاب الحديث إذا شاؤوا احتجوا به وإذا شاؤوا تركوه". السؤالات (رقم: ٢١٦).
والناظر في كلام الإمام أحمد يدرك من هاتين الروايتين أمرين:
الأول: أنّه لم يتكلّم في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه، وإنّما كلامه في عمرو بن شعيب فقط. =

الصفحة 6