كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 3)
وليس [له] (١) في الموطأ حديثٌ مرفوع، وله فيه عن عُمرَ، وزيدٍ قولهما (٢).
ولَم يذكر في هذا الحديث وقتَ الصلاةِ، ويُشبِه أن يكون ضُحًى؛ لأنَّ أَنَسًا قاله في ما يُضاهِي هذه القصَّةَ. انظره للبخاريِّ في أبواب الجماعةِ وصلاةِ النوافل (٣).
---------------
= والكلام في إسناده كسابقه.
- حديث صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب في مسجدهم، وفيه: قال محمود بن لبيد: "أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بنا الغرب في مسجدنا، فلمّا سلّم قال: اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم .. "، أخرجه الإمام أحمد في المسند (٥/ ٤٢٨) من طريق ابن إسحاق، حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد به. وسنده حسن.
فقول المصنف في محمود بن لبيد: "ولم تصح له رواية عنه"، فيه نظر، والله أعلم.
(١) ساقطة من الأصل، والسياق يقتضيها.
(٢) انظر روايته عن عمر في الموطأ كتاب: الأشربة، باب: جامع تحريم الخمر (٢/ ٦٤٥) (رقم: ١٤).
وروايته عن زيد بن ثابت في كتاب: الطهارة، باب: واجب الغسل إذا التقى الختانان (١/ ٦٧) (رقم: ٧٤).
(٣) صحيح البخاري كتاب: الأذان، باب: هل يصلي الإِمام بمن حضر؟ (١/ ٢٠٤) (رقم: ٦٧٠)، وفي التهجّد (٢/ ٣٥٦) (رقم: ١١٧٩)، وفيه: "أنَّ أنصاريًّا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني لا أستطيع الصلاة معك -وكان رجلًا ضخمًا- فصنع للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما فدعاه إلى منزله"، الحديث.
ولم يجزم المصنف باتّحاد القصة، وإنما استنبط اتّحاد وقت الصلاة من حديث الأنصاري؛ لأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه وقت الطعام وكان ضحى.
قال ابن حجر: "قوله في حديث أنس: رجل من الأنصار، قيل: إنَّه عتبان بن مالك، وهو محتمل لتقارب القصتين، لكن لم أر ذلك صريحا". الفتح (٢/ ١٨٦).
قلت: القصتان متغايرتان، فالعذر في قصة الأنصاري ضخم جسمه، وأمَّا في حديث عِتبان فالعمى، وبُعدُ المنزل والسيول.
قال ابن رجب: "والظاهر أنَّ هذا الرجل غير عتبان بن مالك، فإن ذاك كان عذره العمى مع بُعدِ المنزل وحيلولةِ السيول بينه وبين المسجد". فتح الباري له (٦/ ٩٣).