كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 3)
وخَرَّج البزارُ أنَّ عُروةَ قال لابن عبّاس: "أرأيتَ حين تُفْتِي في المتعةِ -يعني متعةَ الحَجِّ- وقد عرفتَ أنَّ أبا بكر وعمر كان يَنْهَيَانِ عنها ويَكْرَهَانِها؟ " فقالا ابنُ عبّاس: "إنَّه كان آخِرَ عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الَّذي فارقَ النَّاس عليه". فقال عُروةُ: "والله يا أبا عبَّاسٍ (١)، لأَبو بَكرٍ وعُمر كانا أَعْلَمَ بسُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنك". فقال ابنُ عبَّاس: "يا عُرَيَّة! (٢) ما أُرَى العذابَ إلَّا سينْزِلُ عليكم، أُخْبِرُك أنَّه كان آخِرَ عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الذي فارَقَ النَّاسَ عليه وتقول: كان أبو بكر وعمر! " (٣).
---------------
(١) هي كنية ابن عباس.
(٢) تصغير عروة.
(٣) أخرجه البزار في مسنده (ل: ١٤٧/ب- نسخة الرباط-) قال: حدّثنا أحمد بن داود الكوفي، قال: نا عمرو بن عبد الغفار، قال: نا الأعمش، عن فضيل بن عمرو، عن سعيد بن جُبير قال: كنت جالسًا عند ابن عباس فأتاه عروة فقال، وذكره.
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى- عن ابن عباس بأحسن من هذا الإسناد، وإنما عنى ابن عباس متعة الحج لا متعة النساء".
قلت: وسند البزار ضعيف جدًّا، فيه عمرو بن عبد الغفار الفُقيمي.
قال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، متروك الحديث" الجرح والتعديل (٦/ ٤٦).
وقال علي بن المديني: "رافضي، تركته من أجل الرفض". الميزان (٤/ ١٩٢).
وقال العقيلي: "منكر الحديث". الضعفاء (٣/ ٢٨٦).
وقال ابن عدي: "حدّث بالمناكير في فضائل علي - رضي الله عنه -". الكامل (٥/ ١٤٦).
وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٧٨).
لكنه توبع، أخرجه أحمد في المسند (١/ ٣٣٧)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ٢٣٩، ٢٤٠) من طريق شريك بن عبد الله القاضي، عن الأعمش به.
وشريك سيء الحفظ، وتقدّم.
وأخرجه أحمد في المسند (١/ ٢٥٢) من طريق وُهيب، عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة -عبيد الله بن عبد الله- قال: قال عروة، وذكره بنحوه، وسنده صحيح.