كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 3)
وأدخلَه البخاريُّ في باب سَعيدٍ، بالياءِ كما قال يحيى ومَن تابعه (١).
ووقع في كتاب يحيى بنِ يحيى: "شُرَحبيل، عن سعيد" تَصَحَّفَ له "ابْنٌ" بـ "عَن" وهو خطأٌ بيِّنٌ، والصواب: "ابن سعيد"، وهكذا عندَ سائِرِ الرواة (٢).
وسعِيدُ بن سَعْدٍ والِدُ شُرَحبِيل له صُحبة، هذا قولُ الأكثَرِ، وهو الأَشْهَرُ (٣).
وقد قيل: لَم تَثبتْ له صُحبة، وتَوَقَّف في ذلك أحمدُ بنُ حنبل (٤).
وأمّا أخوه قَيسُ بن سَعْد، وأبوهما سَعْدُ بن عُبادة فمِن جِلَّةِ الصحابةِ (٥)، كان سعْدُ بنُ عُبادة سيِّدَ الخَزْرَج، كما كان سعدُ بنُ مُعاذٍ سَيِّدَ
---------------
(١) التاريخ الكبير (٣/ ٤٩٨)، وانظر: الجرح والتعديل (٤/ ٤٩)، تهذيب الكمال (١١/ ٢٢).
وفي موطأ سويد بن سعيد (ص: ٢٩٧) (رقم: ٦٤٦)، وفي طبعة دار الغرب (ص: ٢٤٨) (رقم: ٣٠٩): "مالك عن عمرو بن شرحبيل عن أبيه عن جدّه".
سقط منه سعيد بن عمرو، وهو شيخ مالك في هذا الإسناد.
(٢) نسخة المحمودية (أ) (ل: ١٣٦ /ب)، و (ب) (ل: ١٨٠/ب).
وفي المطبوع وقع على الصواب!
ولم يشر ابنُ عبد البر في التمهيد إلى هذا الوهم، وذكره محمد بن حارث الخشني في جملة أوهام يحيى على مالك. انظر: أخبار الفقهاء والمحدّثين (ص: ٣٥٦).
(٣) قال ابن حجر: "ذكره الجمهور في الصحابة ... واختلف فيه قول ابن حبان فذكره في الصحابة، وفي ثقات التابعين". الإصابة (٣/ ١٠٥ - القسم الأول-).
وجزم ابن عبد البر بصحبته واستدلّ بحديث الذي أصاب حدّا وضرب بعثكول، وقد تقدّم. انظر: الاستيعاب (٢/ ٦٢٠).
(٤) ذكره ابن سعد فِي الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، وقال: "كان سعيد بن سعد قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي بعض الرواية أنه سمع منه، وكان ثقة قليل الحديث". الطبقات الكبرى (٥/ ٥٩، ٦٠).
وذكره ابن حبان في التابعين. الثقات (٤/ ٢٧٧).
(٥) انظر: ترجمة قيس في الاستيعاب (٣/ ١٢٨٩)، الإصابة (٥/ ٤٧٤)، وإليه ينتسب أبو العباس الداني صاحب هذا الكتاب.
وترجمة سعد في الاستيعاب (٢/ ٥٩٤)، الإصابة (٣/ ٦٧).